استنكر عميد كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود سابقا الدكتور سعود الفنيسان احتكام أحد المواطنين في محافظة الأحساء إلى مختبر أمريكي يختص بالجينات الوراثية DNA للاطمئنان على سلامة نسب قبيلته. وقال لصحيفة «عكاظ» السعودية هذا أمر لا يقره شرع ولا عقل فالانتساب للقبائل أقره الإسلام حيث جاء في الأثر «الناس مؤتمنون على أنسابهم». مشددا على أنه لا يمكن لشخص التشكيك في الأنساب لمجرد الظن، مبينا أنه إذا عمل المجتمع بنفس عقلية هذا المواطن فستنتشر العداوات والبغضاء بين أفراد القبيلة، وعلل الفنيسان ذلك بقوله «عندما يشكك شيخ القبيلة في أنسباب أبناء قبيلته فإنه سيوقع في أنفسهم الحقد والبغضاء ويرفع من درجة العنصريات وهو أمر حرمه الإسلام ونهى عنه عندما قال عليه الصلاة والسلام «دعوها فإنها منتنة». واستدرك الفنيسان بقوله «الإسلام أمر بحفظ الأنساب لكنه رفض التشكيك فيها إلى درجة الاستعانة بالفحص الوراثي للاطمئنان وهو أمر غير مقبول على الإطلاق لأن فيه نبذا للآخرين واحتقارهم». واستثنى الفنيسان استخدام الفحص في إثبات نسب بعض الأبناء عند حصول بعض الجرائم أو إذا دعت الحاجة لذلك شرعيا وأمنيا. وانتقد الفنيسان صرف الأموال على مثل هذه المسائل بإرسال العينات إلى أمريكا بتكلفة تصل ل 1200 ريال للشخص الواحد. وتساءل الفنيسان ماذا سيستفيد المواطن من هذه العميلة سوى التشجيع على نشر العصبيات وإثارة الفتنة بين أبناء المجتمع بمثل هذه العملية؟!. مشددا على أن إنفاق الأموال في ذلك يدخل في إطار الإسراف والبذح الذي نهى عنه الإسلام قال تعالى «إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين»، وأضاف الفنيسان «هذه الأموال المدفوعة سيسأل عنها يوم القيامة لأن الإسلام لم يأمر بهدر هذه الأموال للتأكد من نسب قبيلة ما، معتبرا أن التفاخر بالإسلام بالتقوى والإيمان والتعلم والأخلاق وليس للانتساب للقبيلة». ودعا الشخص صاحب هذه الفكرة إلى البحث عن الفقراء والمساكين من أبناء قبيلته وصرف هذه الأموال عليهم، مشيرا إلى وجود فقر وحاجة في المجتمع فالأولى صرف الأموال على هؤلاء الفقراء وسد حاجتهم للظفر بالأجر والمثوبة بدلا من صرفها فيما لا يفيد ولا ينفع، مطالبا العلماء والدعاة بمحاربة مثل هذه التصرفات لأنها تكرس وتشجع على إثارة العنصرية في المجتمع. وكان شخص يدعى أحمد الشباط قد لاحق أفراد قبيلته عبر عامين للتأكد من صحة جيناتهم وانتمائهم للقبيلة، وأشار في تقرير نشر في إحدى الصحف المحلية إلى أن 200 من أفراد قبيلته خضعوا للفحص، ودعا الرجل في رسالة في موقع قبيلته من يرغب المشاركة بمشروع «إثبات الانتماء» مراسلته ليأخذ العينة بطريقة لا تؤلم لإرسالها لأمريكا.