شدد المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبدالمحسن بن ناصر العبيكان على رأيه السابق بجواز فك السحر بسحر مثله وقال لصحيفة "الوطن" السعودية تعليقاً على مقال نشر أول من أمس للشيخ عبدالله المنيع بعنوان "علاج السحر بالسحر" وانتقد من يصفون رأيه بأنه شاذ قائلا: إن بعض المشايخ يلقي القول جزافاً بنسبة المذهب أو الرأي إلى الجمهور أو التقليل من شأن قول المخالف بقوله إنه قول شاذ بدون أن يحدد معنى الشاذ في نظره وفي منظور الشرع. وكان الشيخ المنيع قد أشار في مقاله إلى أن من يقول بالذهاب إلى السحرة قد استند إلى قول شاذ عن بعض أهل العلم. وصدوره عن بعض أهل العلم لا يعني صحته. وأضاف العبيكان أن المشاركين في مؤتمر الفتوى وضوابطها "اختلفوا في تحديد معنى الشاذ عندما طلبت منهم في مداخلة أن يحددوا معنى الشاذ، وبينت أن الشاذ إما أن يكون هو قول الأقل أو القليل من العلماء وإن كان هو المعنى فلا يعني أبداً أن يوصف هذا القول بالذم أبداً لأن الحق قد يكون مع القليل. ومن ذلك أن الله عز وجل مدح القلة وذم الكثرة في كتابه الكريم". فقال: "وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله". ومدح القليل فقال: "وقليل من عبادي الشكور". واستشهد العبيكان بقول الرسول صلى الله عليه وسلم "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين حتى تقوم الساعة. قائلاً إن ذلك يثبت أن الحق قد يكون مع القليل بل ذكر الأصوليون أن الإجماع لا ينعقد إلا إذا اتفق علماء ومجتهدو العصر ولم يخالف منهم أحد، فلو خالف واحد منهم انخرق الإجماع، وقالوا لأن الحق قد يكون مع الواحد.. وأردف قائلاً: إن الذين يحرمون في هذا العصر لا يستندون إلى كتب ولا على أدلة واضحة بل يكتفون بأدلة بعيدة عما يذهبون إليه. وتابع العبيكان: إذن، فإذا نظرنا إلى مسألة حكم حل السحر بسحر مثله، وجدنا أن الجمهور من أهل العلم هم الذين يفتون بالجواز ولم يقل بعدم الجواز إلا قليل جداً، ولذلك اتفق الفقهاء رحمهم الله على هذا الحكم في مذهب الإمام أحمد فلم يخالف إلا اثنان أو ثلاثة من الحنابلة، وللمالكية وجه. وأما الشافعية فقد نقل الإمام ابن حجر في فتح الباري القول بالجواز ولم يذكر أحدا خالف في هذا الحكم، وذكر من أئمة الشافعية من قال بالجواز أبو جعفر الطبري والبويطي واختاره ابن حجر وقبله البخاري وسعيد بن المسيب والإمام أحمد وجماعات لا يحصون، وبهذا يتبين أن المسألة واضحة جلية. واستطرد قائلا: قد ذكرت النقولات في كتابي الصارم المشهور في موقعي على الإنترنت وبينت مذهب القائلين بالجواز وذكرت من خالف في هذا وهم قلة جداً، وسقت الأدلة وذكرت شبه المحرمين في هذا العصر ورددت عليهم . وأوضح الشيخ العبيكان: بالنسبة لما ذكره معالي الشيخ عبدالله المنيع بالأمس فقد استعجل ولم يستند في حكمه في هذه المسألة على مصدر من مصادر الفقه ولا على كتاب من كتب أهل العلم، أما بخصوص الحديث الشريف الذي أورده، فقد بينت في كتابي معناه، وأنه لا ينطبق على هذه المسألة بتاتاً وإنما عن مسألة من يسأل عن علم الغيب في المستقبل وكون ذلك محرما.. ولا أستطيع في هذه العجالة أن أعلق على هذا الدليل فيما ذكرت في كتابي الصارم المشهور وقد بينت للشيخ هذا اليوم (أمس) المسألة وأعطيته نسخة من كتابي ووعدني بقراءته وأن يبحث هذه المسألة فالظاهر أنه استعجل ولم يبحث المسألة حينما قال هذا قول شاذ بدون أن ينظر لذلك أو أن يكون لديه مستند، وقد فوجئ عندما أخبرته أن العلامة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله قد أفتى بالجواز كما تبين في كتابه المطبوع "السفارينية" في الأسئلة والأجوبة وكذلك بصوته في موقعه على الإنترنت كما هو موضح في كتابي الصارم المشهور.