د. هيثم باحيدرة الاقتصادية - السعودية كشف بيل جيتس عن عزمه مضاعفة الاستثمار الخاص في التكنولوجيا الخضراء إلى ما يقرب من 1.3 مليار جنيه استرليني، وقال إنه يجب على الحكومات أن تستثمر في مجال البحوث في الطاقة المتجددة بنطاق الاستثمار نفسه في مشروع مانهاتن وبعثات أبولو الاستكشافية للقمر. وقال أغنى رجل في العالم لصحيفة فاينانشيال تايمز، إنه استثمر مليار دولار أمريكي (نحو 650 مليون جنيه استرليني) في الشركات العاملة في مجال تقنيات احتجاز الكربون، والجيل القادم من الأسلحة النووية، وأنواع جديدة من البطاريات وغيرها من أنواع البحوث في هذا المجال. وقال: "إن هناك فرصة جيدة من شأنها مضاعفة هذه الاستثمارات على مدى السنوات الخمس المقبلة". وقال جيتس، مؤسس "الابتكار العظيم" شركة مايكروسوفت، لا تزال هناك حاجة لجعل الطاقة بطريقة من شأنها أن تخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بشكل كبير. وأضاف أن هذا لن يتحقق إلا إذا أنفقت الحكومات عشرات المليارات من الدولارات على الأبحاث والتطوير في المجالات الجديدة للطاقة المتجددة. وقال جيتس ل "فاينانشيال تايمز" إنه ينبغي على الحكومة أن تعتبر هذه المشاريع مثل مشروع "مانهاتن" ومشروع "أبولو" بمعنى أنه يجب أن تضع قدرا كبيرا من الدعم في الأبحاث والتطوير لأن هناك الكثير من عدم اليقين وهناك الكثير من المسارات مختلفة. وكان مشروع مانهاتن برنامج بحوث الولاياتالمتحدة التي أدت إلى إنشاء القنابل النووية الأولى. وقد وظفت في نهاية المطاف 130 ألف شخص وتكلف أكثر من 23 مليار دولار بالأسعار الحالية. واقترح جيتس أيضا أن على المستثمرين من القطاع الخاص التفكير بذكاء لجني ثروة كبيرة في صناعة الطاقة المتجددة بطريقة أولئك الذين انتقوا تأسيس الشركات الصحيحة نفسها مع بزوغ فجر عصر الكمبيوتر. وأضاف "لم يكن ذا أهمية الحديث عن البرمجيات في أواخر السبعينيات، إذ لم يكن متوقعا أن شركة ما ستجني الكثير من المال كما هو حال "مايكروسوفت"، و"أبل" أو "جوجل". والآن هناك عدد كبير جدا من شركات البرمجيات التي لا يتذكر لها اسم". وأبرز جيتس عدة مجالات في البحث التي يمكن أن تكون واعدة. على سبيل المثال، التكنولوجيات التي من شأنها تسخير قوة الرياح بارتفاع نحو20 ألف قدم، حيث يمكن لهذه التكنولوجيات أن تشمل الطائرات الورقية، والطائرات الهجينة بين طائرة ورقية وبالون والمعروفة باسم kytoons أو التوربينات الطائرة وهي قادرة على تسخير الطاقة من التيار النفاث. وأضاف "إن من الصعب جدا التقاط تلك الطاقة، وعلى الرغم من ذلك فإن هناك بعض الشركات الحريصة والمتحمسة جدا لخوض مثل هذه المغامرة. وقال إنها الرأسمالية الكلاسيكية، وأتمنى أن تقوم الحكومات بمساعدة هؤلاء الرجال مع العلم بأن هناك فرصة نجاح تمثل 10 في المائة ولكنه لشيء رائع وأنها الحل السحري". وتقنية أخرى وليدة جذبت انتباهه هي "الكيميائية الشمسية"، وهو نوع من التمثيل الضوئي الصناعي التي يمكن استخدامها لخلق الهيدروجين كوقود. وقد استثمر جيتس مئات الملايين من الدولارات في "إعادة التدوير النووي"، وهى المفاعلات التي تعمل على نفايات اليورانيوم من محطات الطاقة النووية القائمة والنفايات الخاصة بها. وأضاف أن التكنولوجيا النووية اليوم لم تنجح بما فيه الكفاية في التكلفة، والسلامة، والانتشار، والنفايات ونقص الوقود. وكذلك هو الحال مع أي تكنولوجيا جديدة ناشئة فلابد أن تكون على استعداد تام بالإجابة عن كل هذه التساؤلات.