مكة أون لاين- السعودية ظهور الفكرة الأساسية للتطرف والإرهاب في حلقات مسلسل #سيلفي هذا الأسبوع عبر شاشة mbc التلفزيونية يذيب من وجهة نظري حدة الانتقادات الفنية التي يوجهها النقاد للنواحي الفنية. فكرة توجيه العمل الفني لاستعراض كواليس الإرهاب والخوض بتفاصيل بيئتها المعيشية المظلمة أمام المشاهد ليس إلا واجب من واجبات الفن تجاه المجتمع. من المؤسف أن التغيرات الأمنية على مستوى المنطقة تهب برياحها نحو السعودية سعيا لبث شعلة الاضطراب الأمني من خلال أذرعة عديدة كحشد الميليشيات المجهزة بالعتاد على امتداد حدود الوطن أو من خلال استهداف الدواعش للمواطنين بالتفجيرات على أساس إشعال الطائفية بينهم. لم يخدم الفن السعودي المجتمع من هذه الناحية، بمعنى أوضح لم يقدم الفن السعودي بجميع أشكاله المسرحية والتمثيلية والشعرية والغنائية دوره المنوط به في هذه المرحلة التاريخية المهمة التي تستهدف مشروع الوحدة الوطنية بشراسة لم نعهدها من قبل رغم خذلانها وانكفائها وانحسارها لعدم أحقيتها من الأساس. إذا تحجج المنتجون بمسألة التمويل فإننا نتجه إلى أبطال الفن في السوشيال ميديا والذين حطموا الأرقام القياسية ونالوا شهرة استظرافهم في زمن قياسي وانهالت عليهم عروض الاحتكار والدعاية بملايين الريالات. ويحتكر السؤال أنفسنا جميعا: أين الدراما التي تكشف زيف الغواية باسم الجهاد وتتصيد الشباب السعودي إلى مهاوي الردى؟!الفن يلهم المجتمع أكثر مما يلهمه التعليم لأنه يوحي للمتابع من مساحة زمنية حرة بعيدا عن الأجندة والارتباط، وحينما يقدم للمجتمع مسلسلا دراميا يعالج الفكر المنحرف بأسلوبه الفني فإنه يقوم بأحد الفنون المستخدمة في التعليم أساسا في العالم المتحضر. توجيه التعليم للمجتمع وتوعيته من خلال التمثيل مطلب فالمشاهد يتفاعل أكثر مع الكلمة المسموعة ومع الحركة. كما أن التمثيل يوفر للمشاهد الفرصة لاستكشاف المشكلة خلال العرض، ويتناول التمثيل المواضيع الحساسة على الشاشة بنماذج يتقبلها المشاهد تتيح له التفكير الواعي أكثر من الانحسار على التفكير بالعاطفة حينما تعرض المشكلة في صورة التلقين والشرح على السبورة أو من فوق منصة المسرح التعليمي. والأهم من ذلك أن المشاهد قد يتبنى موقف ودور الشخصية التي تؤدي العمل أو قد يرفضه خصوصا وأن الشاشة الفضية بمثابة المسرح في المنزل الذي يلتف حوله الشباب الصغار والمراهقون وهم الوقود الفعلي والحقيقي للوثة التطرف والإرهاب باسم الجهاد. نجاح الحلقات التي عرضتها شاشة mbc من خلال مسلسل #سيلفي نجحت في استفزاز فئات اجتماعية بعد أن توقع الكثيرون أن الاستفزاز لن يتجاوز أفرادا شواذ عقديا وبعد خيبة ظن النقاد الفنيون بأن العمل هلامي ورتيب ومكرور. حضور mbc بمناقشة الفكرة بأسلوب الكاراكتير الساخر فقط يكفل التغاضي عن ركاكة الجوانب الفنية التي يركز عليها النقاد للعمل.