مكة أون لاين - السعودية تؤسس معظم البلدان، إن لم تكن كلها، في إطار واجب خدمة الإنسان وحمايته، خطوط اتصال مباشرة ومجانية تحت التصرف بشكل عام، سواء من مواطني البلد أو المقيمين والزوار لغرض الإرشاد ومد يد العون وتوفير الحماية متى لزم الأمر، في السياق يبقى المتعارف عليه أن خاصية اختصار الأرقام وسرعة الاستجابة قاسم مشترك. قد تختلف أساليب التوعية والترويج لهذه الأرقام وتنشيط تداولها بين الناس استنادا على قيمة وأهمية الخدمات المقدمة عبرها، غير أن المؤسسات الإعلامية والتعليمية ومعها مؤسسات المجتمع المدني وبعض مكونات القطاع الخاص ذات العلاقة النشطة مع الناس، مثل البنوك والمؤسسات المالية، تبقى على رأس القائمة المعنية بتنشيط ذاكرة المجتمع. في العموم وسائل الاتصال تطورت، وتنوعت الخدمات المنشودة، وكثرت في الطريق منافذ الأخطار المؤثرة على سلامة الإنسان وأمن الأوطان. اليوم تستنفر غالبية دول العالم كل إمكاناتها في وجه خطر الإرهاب وعملياته التي لا تستثني أحدا ولا تعترف بغير الدمار ونثر دماء البشر تحت عنصر المفاجأة والفوضى والغدر. ما أود الوصول إليه هو التأكيد على أن أمن الوطن وسلامة أهله مهمة مشتركة بين الحكومة والمواطن، كل مواطن بحكم ما تفرضه الظروف المحيطة والتقلبات الملتهبة على معظم مكونات الخارطة الدولية. على المستوى المحلي خصصت وزارة الداخلية الرقم المجاني (990) لتلقي بلاغات المواطنين ومن يقيم في الوطن عما يشتبهون فيه من تصرفات تثير الريبة، وفي رسالة توعوية قالت الوزارة المشهود لها بصرامة الموقف مع الإرهاب، عمليات وتخطيطا «حسك الأمني أساس لهزيمة الإرهاب ودحر مؤامرات الأعداء، فلا تتردد في تأكيد استشعارك لمسؤولياتك الوطنية بالإبلاغ عن كل ما يثير الريبة بالاتصال على الرقم 990». في هذه الرسالة التوعوية ما يكفي لإيضاح أهمية الشراكة المجتمعية مع المؤسسة الأمنية وقد تبت الوزارة زمام المبادرة بكل وضوح ليبقى الدور المكمل على المواطن. الإرهاب موجه للكل في هذا الوطن وعملياته الغادرة مفتوحة بلا استثناء والشواهد مكشوفة، الكل مستهدف ومن هنا تتعاظم المسؤولية الوطنية، أيضا من هنا تتوسع الحاجة إلى دور المواطن في المشاركة الفعلية في تحقيق أمنه وأمن أسرته ووطنه ومنجزاته. الرقم 990 علاوة على كونه وسيلة مساندة لتوفير النجاة من شر الإرهاب يصد أيضا محاولات استهداف الأجيال الشابة واستخدامهم وقودا للعمليات وهذا من الأهمية بمكان. في الختام، هذا الرقم يشكل ضربة قاضية لإحباط مخططات الفكر الضال، ولزوم تحقيق كامل المنفعة ينبغي الاستخدام الواعي والتفاعل المسؤول، ليكتمل معنى الأمن الوقائي على أيادي أبناء وبنات الوطن. حفظ الله وطننا من كل مكروه وبكم يتجدد اللقاء.