عبدالله المفلح التقرير الكندية يا لها من جريمة بشعة تلك التي حصلت في القطيف في جامع سارية في بعقوبة، وذهب ضحيتها 79 قتيلًا من أهالي جامع مصعب بن عمير في ديالى. لقد كانت الجثث في كل مكان. لقد كان منظرًا بشعًا جدًا. قضى في التفجير ما يربو على 10 أطفال، جاءوا من القطيفوبعقوبة وديالى والحولة وبانياس. لم تنم والداتهم المكلومات تلك الليلة السوداء. إنَّها السياسة القذرة التي ترى في الإنسان مجرد ضحية تفي بالغرض، مجرد وقود يتم صبه على النار السياسية؛ فالطائفية في نهاية الأمر ليست سوى وسيلة يستخدمها البعض لدفع أكبر عدد ممكن من الناس من خلال العزف على وترهم العاطفي أو الديني؛ لتمرير مخططه الجهنمي. لن يهدأ حسن نصر الله حتى تتحقق أحلام إيران في الشام، حتى ولو كلَّفه الأمر إعلان التعبئة والزج بالأمهات وأطفال المدارس للقتال على أرض الآخرين للفوز بمرافقة الحسين رضي الله عنه في الجنَّة. سيدفع بهم إلى المحرقة، وسيطيعونه، ويتحججون في الآخرة بصدق نواياهم وطيب مقصدهم وأنَّه خدعهم بكلامه المعسول الذي ينضح عزة وكرامة وشجاعة، فهذا البغدادي الملتحي مفوَّه جدًا، ويعرف ما يقول، ويحتج بالكتاب والسنَّة؛ وبالتالي فلا يمكن أن يكون ممن يمرق من الدين كما يمرق السهم من الرميَّة. خصوصًا إذا عرفنا أنه، أعني السيد هادي العامري، هو قائد الحشد الذي حصل على مباركة السيد السيستاني الولي الفقيه المعصوم، الذي لا يفتي إلا بحق، ولا يدعو إلا إلى خير، ولا يحشد إلا لاستنقاذ الحق الإلهي من الأغيار المرتدين. فهذا الحشد المسمى "داعش" هو حشد إلهي ولا ريب، فهو يقاتل الشيطان الأكبر وعملاء الصهيونية والمرتدين والخونة؛ ولذا فما فعلته ميليشيات الحشد الشعبي في تكريت وديالى والأعظمية من نهب وسلب وقتل كان موجهًا فقط ضد المرتدين والخونة من النواصب، فهذه معركة صفرية، إما معنا نحن أحباب الله وأتباع آل البيت وشيعة علي وأتباع الخليفة البغدادي وأعداء الصليبيين والخونة والمرتدين، وإما مع الشيطان والصليبيين والخونة والمرتدين والروافض ومغتصبي الحق الإلهي. إنها معركة الحق ضد الباطل، معركة دولة الخلافة، دولة الولي الفقيه مرشد عام المسلمين جميعًا ضد قوى الإمبريالية والصهيونية وأذنابهم من الأمويين والعباسيين والفاطميين والقرامطة والوهابيين. هذه المعركة التي تفجرت في سوريا وذهب ضحيتها 250 ألف مرتد في سبيل الله لا يجب أن تتوقف، إنها النار التي تصفي الذهب، إنها المحنة التي في عطفها المنحة، إنَّها المعركة الفاصلة؛ فالشام هي أرض الملاحم، وأرض المحشر، وأرض المقاومة والممانعة والصمود، وأكناف بيت المقدس، ومخيم اليرموك، وقبر أبي سليمان خالد بن الوليد، والسيدة زينب، ومجازر الحولة وبانياس وإدلب ودرعا والغوطة. لن تكون إيران ولا خليفة المسلمين البغدادي في سلام ونصر وعزة ما لم نُصدِّر هذه الثورة الإسلامية العظيمة إلى كل بلاد المسلمين، حتى تكون المعركة واحدة والعدو واحدًا، ونقطع دابر كل ثورة مضادة قد يفكر في إنشائها أو دعمها أعداء الملَّة من صليبيين ومرتدين وعملاء. يجب أن تنتقل المعركة إلى المنطقة الشرقية في السعودية، يجب أن يتفجر الصراع بين أتباعنا وأتباعهم، إنها ذات الطريقة التي استخدمناها قبل تفجير معركة الجمل التاريخية؛ تلك المعركة "المفيدة" جدًا والتي فرزت أهل الحق عن أهل الباطل. سنضرب هؤلاء بهؤلاء، الظالمين بالظالمين، وسنخرج من بينهم سالمين غانمين. حتى وإن كان هؤلاء من أتباعنا، فمن يموت منهم سيكون شهيدًا في سبيل الله، ومن يموت من الآخرين فهو كافر مرتدٌ في سبيل الله. يجب أن تبدأ الحرب الطائفية في السعودية؛ هي الحل الوحيد لإضعاف نظام الحكم السعودي، حتى ولو كانت الضحية القضاء على أتباعنا. إثارة الفوضى في الداخل السعودي ستجعل نظام الحكم أقل جرأة؛ وبالتالي سيضطر لتهدئة الأوضاع معنا في الخارج، مما يجعلنا أكثر قوة، ويجعلهم أكثر ضعفًا. سنفجر حسينية هنا، وقد فعلنا شيئًا مشابهًا في السابق ففجرنا المرقدين في سامراء، وسمحنا لأتباعنا تحت ضغط هذا التفجير أن يقتلوا الآلاف من المرتدين "الوهابيين"، وسنفجر مسجدًا هناك، وما أكثر مساجد الضرار في هذه الأيام، وسيموت بعض أتباعنا، لكننا سنطلق الغضب السني الذي يتميز غيظًا مما يجري على إخوته في سوريا والعراق، سنطلقه من عقاله، فنقتص من الروافض، عبيد الولي الفقيه صاحب الفتاوى العابرة للقارات، والذين لا يعترفون بحدود وطنية أو حكومات لا تأتمر بأمر خليفة المسلمين الولي الفقيه البغدادي. منذ أن جئنا، لم تعد هناك حدود وطنية. لقد انتهت حدود سايكس بيكو. وها هو تصدير الثورة يعود من جديد. قتلناهم في سوريا والعراق بمئات الألوف، وسيقتلون منا بضع عشرات في القطيف وضواحيها، وقتلانا مع الحسين رضي الله عنه، وقتلاهم في النار مع أبي جهل وأبي بكر وعمر وعثمان وعائشة. سننتصر في معركتنا ضد الكفر والإمبريالية، وهي معركة لا يمكن أن تستمر دون أن تشارك فيها طائفتنا في الشرقية، فتقضي على عملاء إيران من الذين رقصوا على جثث إخوتنا في سوريا والعراق وباركوا تدخل حزب الله وميليشيات "أبو الفضل" لدعم نظام النصيري الكافر بشار الأسد ونظام المالكي والعبادي الطائفي. يجب أن نلقن السعوديين درسًا قاسيًا. يجب أن يعرفوا أن تدخلهم في التحالف الدولي ضد أتباعنا في اليمن والعراق لن يكون مجانيًا. سنضربهم في عقر دارهم. وطائفتنا جاهزة للتضحية في سبيل الله. بعد الذي فعلناه في جامع مصعب بن عمير وجامع سارية وجامع الإمام علي وجامع العنود، لا نعتقد أن أحدًا يستطيع أن يضبط شارعه وطائفته ويمنعها من القيام بعمل انتقامي ما يقسم الأمة إلى فسطاطين؛ فسطاط الشيطان الأكبر والصهاينة والعملاء والخونة والروافض والوهابيين، وفسطاط الجهلة والحمقى والسُذَّج والضحايا التي تفي بالغرض. هل ينجح مخطط داعش والغبراء في إشعال هذه الحرب؟ هذا ما سنعرفه في الحلقات القادمة من مسلسل "طائفيون حتى الموت".