عبدالله المزهر مكة أون لاين - السعودية الأخ المناضل الذي انتحل شخصية الطفلة سارة إبراهيم مريضة السرطان التي لا وجود لها واستطاع أن «يقرطس» كثيرا من الخلق يستحق أن يصنع له نصب تذكاري في أكبر شوارع المملكة. وهو يستحق هذا النصب التذكاري لعدة أسباب، أولها أنه استطاع أن يفهم هذا الشعب أكثر مما يفهمون أنفسهم، ولأن هذا النصب بضم النون سيكون تخليدا للمآسي التي تعرض لها هذا الشعب الصامد الذي يبدو أنه على استعداد لفعل أي شيء إلا أن يتعلم من «كوارثه» السابقة، كانت بطاقات سوا ومكائن سنجر، وغيرهما كثير، من «النصبات» التي لم تستطع أن تفت في عضد هذا المواطن الذي لا يكل ولا يمل في البحث عمن ينصب عليه! ومن باب الإنصاف أن نقول إن التعاطف مع المريض أيا كان دليل على التراحم وعلى بذرة خير في نفوس الناس، لكن الذي جعل الأمر يأخذ شكلا مأساويا هو أن هذه المريضة الوهمية نالت شهرة واسعة وروج لها ولحسابها كثير من المشاهير بشكل غير مسبوق، وليس مفهوما حتى الآن كيف أنه لم يقم أحد بمحاولة زيارتها. والجانب الأكثر طرافة في الأمر أن الطفلة التي استخدم الأخ النصاب صورتها هي طفلة أمريكية مصابة بالمرض فعلا، وستدخل التاريخ من أغبى أبوابه كونها أول مسيحية يعتمر عنها كثير من المسلمين ويتصدقون باسمها ويحلقون رؤوسهم تعاطفا معها! صحيح أن «بعض» المتعاطفين كانوا يتعاطفون من أجل «الشو» ولو لم يكن هنالك كاميرات ولا تصوير لما تعاطفوا مع أحد، لكن هذا لا يتعارض مع وجود متعاطفين صادقين! وعلى أي حال .. الأمر لم ينته بعد، وإلى أن يحين موعد الخدعة الأخرى فالمستشفيات مليئة بالمرضى الحقيقيين الذين ليست لديهم حسابات في تويتر، يمكن التعاطف معهم ومواساتهم وزيارتهم دون حاجة للتصوير!