الاقتصادية - السعودية أدت ندرة العمل المؤسسي والتنظيم المنطقي لأسواقنا، إلى اضطرار الناس لدخول مجالات لا يعرفون عنها شيئا. كما أنتجت مجموعة من الممارسات الخداعية التي حقق أبطالها أرباحا كبيرة، على حساب المواطن المسكين الذي كان يتمنى الغنى، فوجد نفسه مديونا لكل من يعرفهم. ثم دخلت البنوك لتكبل المواطن بقيود الديون التي تصيغ عقودها بشكل يضمن أن تستخرج الأموال منك أو من أبنائك أو أحفادك. وجدت هذه المفاهيم مقاومة كبيرة من قطاعات من أهمها المحاكم التي دفعت البنوك لتبني منهجية مختلفة بنتها على التأمين على القروض بما يضمن السداد سواء عاش المقترض أم "ودع". ثم جاءت ثورة الإنترنت التي مكنت المواطن من الدخول في استثمارات على مستوى العالم، لكنه لم يكن مؤهلا في الأساس فزاد الأمر سوءا. اكتملت الحلقة بظهور تلك المغامرات التي لا نزال نعيش تحت وطأتها من الفوركس إلى أسواق السلع وغيرها الأمر الذي يتطلب تخصصا، وفهما للسوق وآلياته. يستمر وقوع المواطنين ضحايا للتأويلات والتوقعات والتخرصات التي تأتي من هنا وهناك. يبقى تأسيس المنظومات الفاعلة التي تحمي المواطن رهن الأدراج. لهذا بدأت هذه الأيام دعايات عودة سوق الأسهم على حساب سوق العقار. استنبطت هذا من رسائل قرأتها في إحدى مجموعات الواتساب. تحدث فيها المرسل وكأنه يخاطب جيشا يتجه إلى الجبهة، وختمها بتمني التوفيق للجميع. لا شك أن فورة الأسهم وسقوطها حدث، ولا شك أن كثيرا منا بل أغلبنا عانى تلك المرحلة السيئة التي تآمر فيها كثيرون مع الظروف الاقتصادية لدفع المواطن نحو الإفلاس بعد أن كان يمني نفسه بالملايين. لعل بعض الأمثلة التي كان يستخدمها كبار السن انطبقت في تلك الفترة على المساهمين. يقول أحدهم "إذا رأيت الفقراء يشترون شيئا فاهرب منه". هذه النظرية صادقة إلى حد بعيد، فنادراً ما يخرج الفقير من الفقر. لكن الغني يمكن أن يخرج من قصره في طرفة عين. تبقى مجرد أقوال متوارثة، لا يفندها ويثبت صحتها سوى أن تكون لدينا منظومات تدير عمليات الاستثمار بطريقة علمية. قد ينعتني البعض بالجبن، لكن الذي تعضه الحية يخاف من الحبل. المشكلة أن تعضك الحية مرات وأنت تعود وتضع يدك في جحرها كلما شارفت جروحك على الشفاء.