عبدالله المزهر مكة أون لاين - السعودية لو قيل إن الأكل هو سبب السمنة وطُلب من «بعض» العقليات تقديم حل لهذه المشكلة فإن المتوقع أنهم ودون تردد سيسعون وراء استصدار قرار بمنع الأكل، هذا الحل السحري هو الذي يتعامل به هؤلاء البعض لمواجهة أي مشكلة مهما كان شكلها ونوعها وأسبابها. وبالطبع فإنه لا بد من إضافة بعض البهارات ذات الطعم الإسلامي ليكون حل «المنع» مقبولاً و»يبلعه» الناس بسهولة! قرأت خبراً في هذه الصحيفة يقول إنه تم إغلاق ممشى في مدينة الطائف بحجة أنه يؤدي «للفتنة»، بسبب تصرفات بعض الشباب ومضايقتهم للنساء اللواتي يستخدمن ذلك الممشى لممارسة رياضة المشي! لا أعرف التفاصيل لكن قرار المنع سواء في هذا الأمر أو في غيره ليس غريباً ويشبهنا كثيراً، بل إنه من عاداتنا وتقاليدنا العريقة التي نتوارثها جيلاً بعد جيل. الحل الصعب في مثل هذه الحالة هو توفير الأمان لمستخدمي هذا الممشى، ومعاقبة المسيئين من خلال قانون واضح يعاقب كل من يؤذي الناس بالقول أو الفعل، لكن الحل الأسهل بكثير من كل هذا الصداع هو إغلاق الممشى ولو تيسر أيضا منع الناس من استخدام أقدامهم فسيكون شيئاً جميلاً يمنع أشياء لا نعلمها وقد تكون «الفتنة» أعظم! القانون شيء جميل، ينظم حياة الناس ويكفل حقوقهم، يعاقب المخطئ ويكفل حق الضحية، ولا أعلم سبباً لحساسية البعض من قانون التحرش واعتبار المطالبة به خطيئة أعظم من خطيئة التحرش في حد ذاتها، بل إن البعض يعتبر كل امرأة أو طفل يسير في الشارع هدفاً مباحاً لأن المفترض أن خروجهم من منازلهم هو الجريمة وليس تحرشه هو بهم، وإذا كان دين أو خُلق البعض لا يمنعهم من إيذاء الناس، فيفترض أن القانون هو من يفعل ذلك. وعلى أي حال.. ربما كانت حساسية البعض من كلمة «قانون» هي اعتقادهم أنه آلة موسيقية!