الشروق المصرية منتدى الإعلام العربى فى دبى هو أكبر تجمع إعلامى فى الوطن العربى منذ 14 عاما، وجائزته السنوية هى الأرفع والأغلى. خلال يومى الثلاثاء والأربعاء الماضيين انعقدت الدورة الرابعة عشرة من المنتدى فى دبى، بحضور فاق ألفى مشارك ومشاركة من داخل وخارج الإمارات وكالعادة كانت المشاركة المصرية هى الأكبر. الميزة الأساسية لهذا التجمع السنوى الكبير أنه يتيح فرصة حقيقية للتواصل الإعلامى المباشر بين الإعلاميين العرب ويقرب المسافات، ويعالج سوء التفاهم ويبنى علاقات عمل مباشرة وجها لوجه. كالعادة حفل المنتدى الذى حمل هذا العام شعار «اتجاهات جديدة» بالعديد من الندوات التى تميزت هذا العام بالسخونة والجدية. من بين الجلسات الرئيسية كانت جلسة «اتجاهات تغيير العالم» التى تحدث فيها تركى الدخيل وفواز جرجس ونارت بوران وأدارتها نوفر رمول، وجلسة «صورة الإسلام والمسلمين» التى تحدث فيها إياد مدنى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى عن كيفية تصحيح صورة الإسلام والمسلمين بعد ظهور داعش، أما أكثر الجلسات تشويقا فكانت عن «الإعلام والتعصب الرياضى»، وتحدث فيها حسن المستكاوى وعز الدين ميهوبى ومحمد خلفان الرميثى وأدارها مصطفى الأغا، وصب فيها الجميع جام غضبهم على الإعلام الرياضى الذى صار يهدد العلاقات بين الشعوب العربية نفسها. وفى جلسة لا تقل إثارة تحدث آلن جريش مدير تحرير لوموند دبلوماتيك الذى كدنا نعتقله فى مصر قبل شهور فى كافيتريا بجاردن سيتى بتهمة الإساءة لمصر وبدرية البشر وسامية نخول ومعتز الدمرداش عن «فوضى الأخلاقيات»، ونال الدمرداش تصفيقا متواصلا من الجمهور حينما تحدث عن غياب المعايير الموضوعية عن غالبية ما يقدم فى الإعلام العربى. وفى جلسة عنوانها «هل ضاعت القضية الفلسطينية إعلاميا»، أجاب المتحدث الدكتور مصطفى البرغوثى بالنفى قائلا إنها ستظل حية. كما أدارت الإعلامية اللبنانية الكبيرة نجوى قاسم جلسة «عاصفة الحزم»، تحدث فيها سلمان الدوسرى وفهد الشليمى ومأمون فندى. وامتلأت القاعة الرئيسية حينما تحدث عمرو موسى عن «التحولات السياسية فى المنطقة»، حيث قدم رؤية بانورامية للأوضاع، وقال فيها إن امتنا العربية صارت «ملطشة» للجميع، وأدار الجلسة باقتدار الإعلامى الأكثر مهنية شريف عامر. وتحدث سلمان صباح السالم الحمود وزير الإعلام الكويتى عن «الإعلام العربى 2015.. وجهة نظر خليجية» وأدارها سامى الريامى. كما تحدث الوزير الإماراتى أنور قرقاش فى جلسة حوارية عنوانها «مستقبل مشرق» أدارها يوسف الشريف وتحدث فيها عن موضوعات متعددة أهمها أن العلاقات مع مصر استراتيجية. كل جلسة من هذه الجلسات تحتاج إلى موضوع أو مقال مستقل، ومعظمها كان حافلا بالتحليل والأفكار والقصص ويمكن للمهتم الدخول إلى موقع منتدى الإعلام وجائزة الصحافة العربية للاطلاع على تفاصيل الندوات، وأظن أن هذه النقاشات مادة ثرية لكل المهتمين بالإعلام العربى خصوصا لجيل الشباب. فى جلسة الافتتاح حضر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، وكان معه ضيف شرف المنتدى الرئيس الأسبق المستشار عدلى منصور الذى تم استقباله بعاصفة تصفيق، وكذلك السيد عمرو موسى إضافة إلى منى غانم المرى ومنى بوسمرة. فى ختام اليوم الثانى حضر الشيخ محمد بن راشد أيضا لتوزيع جوائز الصحافة على الفائزين وعددهم 17 صحفيا وكاتبا فى 14 فئة بقيمة 305 آلاف دولار. خمسة آلاف صحفى شاركوا فى التنافس والنسبة الكبرى كانت من مصر تليها فلسطين. فازت الصحافة المصرية بجائزتين لعزة مغازى من «الشروق» عن تحقيق استقصائى عنوانه: «علبة دواء وهمى تكشف فوضى الأدوية المغشوشة»، وفازت منى مدكور من الوطن عن فئة الحوار، إضافة إلى فائزين مصريين آخرين هم أشرف أبواليزيد وخورشيد حرفوش بصحيفة الاتحاد. ختاما نسأل: كيف يمكن للمنتدى أن يساهم فى حل مأساة الإعلام العربى؟. الاجابة فى يوم آخر إن شاء الله.