العربية - السعودية يكتب شيخ دين معروف تغريدة في كرة القدم ، يكتب نجم رياضي عن أغنية ، و نجم الغناء يكتب في السياسة ، و فنّانة تشكيلية تكتب عن نظام المرور ، و روائية تكتب عن طفولتها ، و يكتب شاعر عن فهمٍ جديد لحديث شريف ، و يكتب طبيب عن الحب ، و .. ، و .. ليس السؤال ما إذا كان هذا جائزاً أم لا ، بالرغم من ذلك أكتب جوابي الخاص : يجوز و نص ! ، و كلكم يعرف أننا جميعاً ما أن نضيف هذه ال " نص " في عباراتنا حتى تتكشف مقاصدنا التي تعني أضعافاً مضاعفة ! ، .. السؤال يأتي بعد هذه الملاحظة التي حاولتُ قدر استطاعتي رصدها ، و هي خاصة بردّة فعل المتابعين للنجوم تجاه مثل هذه الكتابات التي أتاحها التغريد في موقع التواصل الشهير تويتر : خلاصة الرصد يمكن للحكمة المصرية الشهيرة اختصاره : " من خرج من داره قلّ مقداره " ! ، إذ أن عدداً ( ليس كبيراً رغم أنه يبدو كذلك ) من المتابعين لكل مغرد لن يتعبوا أنفسهم في البحث عن صحة القول أو التفكير فيه أصلاً ، سيتهافتون على المغرِّد بما يتناسب و حجم شهرته ، و يقومون بتعليقات هازئة ، رافضة ، مُتهكِّمة ، طاردة ، لا يخلو بعض منها من قِلّة حياء و فُحش و سفالة .. أغلب من يفعلون ذلك أسماء غير معروفة و ليس لها إسهامات بيِّنة للجمهور و الناس عموماً ، بما ذلك الناس الذين يعرفونهم شخصياً و يتعاملون معهم بشكل يومي ! ، و السؤال : لماذا يفعلون ذلك ؟! ، رأيي : هم مساكين ، و ما يظنونه بالنسبة لصاحبهم " خروج من داره " ، يشكل بالنسبة لهم فرصة لم تقدر مجهوداتهم على إيجادها في عالمهم الواقعي و الحقيقي ، فرصة تحقق لهم في الوعي و في اللا وعي ما يمكن تسميته ب " التساوي " مع الآخر " النجم " ، يشعرون و بمساعدة من ثقافة المجتمع عامة أنه حين تحدث فيما يظنون أنه لا يعنيه و ليس فنه ، أنه خرج من قياسات تفوّقه عليهم و وقف معهم على الخط نفسه الذي يقفون عليه ، كان يُمكِن لمثل هذا الظن أن يكون فرصة للتحية و التقدير ، لكنه غالباً لن يكون ، لأنهم أنهكوا _ أو يشعرون أنهم أنهكوا _ أنفسهم بالتقدير و التحايا حين كان " النجم " في سمائه ! ، أو أن هذا " النجم " قد كسب من الثناء و الإطراء ما يفيض عن الحاجة حدّ أنه لن يشعر بوجودهم فيما لو قالوا كلمات طيبة ، لا هو و لا غيره ممن يتابعه سيشعر بوجودهم فيما لو فعلوا ذلك ، كما أن المداخلات المؤدبة خطرة لأنها تكون ثقيلة الظل ما لم تُشِعّ ببارقات فكر ، و هم في الغالب يشعرون بافتقادهم لمثل هذا الفكر ، فيهربون من اللطف و يُطلقون عبارات تفعل فعل المُخدّرات ، تجعل من الجبن شجاعة ، و من الهروب مواجهة ، .. هي حالة مَرَضِيّّة ، و أستغرب من مشاهير و نجوم تؤثِّر فيهم مثل هذه التفاهات فينجرفون إليها و معها في أخذٍ و ردٍّ ، غير منتبهين إلى أن هذا الأخذ و الرد مع و في العبارات المُوحِلة هو بالضبط ما يريده أصحابها ، لحظتها يُشعشِع " حشيش " الوهم في الرؤوس الفارغة ، و " تعال حِلّها " !