الاقتصادية - السعودية نثرات الخميس - 17 - استهلال أحب معالي الأخلاق جهدي وأكره أن أعيب وأن أعابا ومن هاب الرجال تهيبوه ومن حقر الرجال فلن يهابا - رسالة لابنتي .. وصلتني رسالة تحرك الشجن والعاطفة من أم لابنتها، ولن أذكر اسمها واسم ابنتها لأنني سأنتقد وصول رسائل لي وإن كانت صادقة بالإنجليزية، نشرت في الأسبوع الماضي رسالة بنت لأبيها وكانت أيضا بالإنجليزية، وهذه آخر مرة أقبل رسالة بغير اللغة العربية متفهما وضع من وضعتهم ظروفهم ليكونوا أكثر تمكنا بالإنجليزية، وهنا يا ابنتي أنبهك أنك أنت بلغتك، وبجذورك، وإلا فتأكدي مهما بلغت من العلم فستكونين مثل كومة قش تلعب بها الريح بالصحراء. أضع لكم الرسالة بعد ترجمتها واختصارها: ابنتي الغالية... من يصدق الآن أنك بعيدة عني، تفصلنا قارات ومحيطات، وبالأمس القريب كنت بين يدي في مهادك تتطلعين لي بعينين تقولان لي إن كل ما أعرفه من العالم هو أنت، والآن يا ابنتي أخذك العالم مني. غاليتي: هناك أمور أود أن أتحدث لك حولها وهي أفكار وتجارب من حياتي. اقرئيها دائما متى شعرت أنك في حالة نفسية هابطة، ومرريها على زميلاتك، وأرسلتها لكاتب كي تقرأها كل بنت بمثل ظروفك. كلي أمل أنك بعد قراءتها ستتلمسين دروب الأمل ومعاني التفاؤل بأن الحياة جميلة، والأجمل أن نحياها. أريدك حبيبتي أن تصدقي قلبك دوما، فهو دليلك في هذا الحياة للصحيح والخاطئ، وهو كشافك للآخرين، فمن يرتاح لها قلبك اتخذيها صديقة، ولكن أحذرك أن تضعي خطوات في دائرة خصوصياتهن. اعتبري كل صديقة لها منزل خاص لا تقتحميه، وأن اللقاء دوما خارج المنازل .. هذه المنازل هي الأسرار العميقة، والأمور الشخصية البحتة، تجربتي تقول متى أرخينا الحبال لها فإن هذه الحبال في النهاية ستلتف على عنق علاقتك مع أي صديقة من صديقاتك. وحققي آمالك أنت وتوقعاتك لنفسك وليس ما يتوقعه الآخرون لك، وهذه العادة السائدة تمحو الشخصية الفذة لأي فتاة. وتذكري دوما أنك لا تدينين لأحد بشيء من نفسك، فنفسك بالكامل لك، إن تنازلت عن شيء منها تنازلت عن أهم قيمة بحياتك .. وهي، أنت. واسمحي للحب والتسامح أن يكبرا في قلبك.. ولا توقفي نموه. أمك ... - موضوع: يقول رئيس تحرير جريدة: إنه بينما كان يتصفح بريده كعادته كل يوم وجد رسالة كتب فيها الآتي: "أنا فلان الفلاني وكنت أكتب عندكم لسنوات ثم توقفت. وأعيش الآن قرعا فظيعا للضمير، وأعود لربي تائبا منيبا. خلال تلك السنوات كنت أتلقى منكم أجر ما أكتبه وافيا كاملا. وعلي أن أعترف لك أنه ولا مقال مما كتبته كان من بنات أفكاري، إنما هي سرقة من هنا وهناك، وتلفيق من هنا وهناك. نعم لم أكتب عندكم كلمة واحدة من عندي. أفضل ما عملت بعض النحت في الكلمات وإعادة بناء الجمل. لذا، وحتى يرتاح ضميري من كوني مخادعا كاذبا، أرجو حصر كل ريال أخذته منكم لأعيده إليكم. أرجو أن تعتبر هذا أمرا عاجلا، فلا أريد أن ينتقل معي لقبري". -.. وبقي شيء هل نحن عقلاء أم مجانين؟ طيب فلنقل وندع أننا عقلاء هل لدينا شهادة تثبت ذلك؟.. لا أظن. طيب كيف إذن نحكم من العاقل ومن المجنون؟! "بيتر فلمنج" قبل أكثر من نصف قرن مسّه مسٌّ في عقله، فأخذ لمستشفى المجانين. ثم خرج، وقدم نفسه ليترشح عضوا في الكونجرس الأمريكي ممثلا عن ولايته ألاباما، وكتب في لافتات دعايته الانتخابية العبارة التالية:"انتخبوا بيتر فلمنج السياسي الوحيد في ألاباما الذي يحمل شهادة رسمية بأنه ليس مجنونا!" الحمد لله أن هذه الشهادة ليست مطلوبة في الملف الأخضر الشهير.