المدينة - السعودية من المعلوم بأنه لا يوجد مسؤول يعمل بمفرده في أي جهة حكومية، فلديه العديد من المعاونين والمساعدين الذين يساعدونه على تنفيذ رؤيته وتصوره لتحسين خدمات الجهة التي يترأسها. وإن كان هناك في فترة مضت نماذج لمسؤولين، يقصون كل من يقول لهم كلمة الحق ويضع إصبعهم على مواطن الخلل في القطاع الذي يترأسونه، في ظنهم أن كل من يخالفهم الرأي فهو العدو اللدود، وكل من يتملق لهم فهو المخلص الصادق. وكم سمعنا عن العديد من حالات الإقصاء لموظف ذي كفاءة عالية قد تم إقصاؤه من قبل مسؤول بسبب كلمة حق قالها له، لكونها لم تعجبه. ونتيجة عينات هذا المسؤول، أن بعض القطاعات كان يتحكم فيها شلة من المتملقين للمسؤول أو (المطبلين)، الذين لا يقولون ولا يفعلون غير ما يرضي المسؤول، وإن كان باطلاً وغير صحيح، ولا يقربون غير الأشخاص الذين هم على شاكلتهم ويبعدون كل من يقول كلمة الحق، لكونهم قد أصبح لهم نفوذ وسلطة وتأثير على المسؤول، وكل ذلك لخدمة مصالحهم الشخصية بلا شك. وبالتالي، نجد أن معيار تقلد المناصب في ذلك القطاع هو من يجيد (التطبيل) أكثر، بغض النظر عن كفاءة ذلك الشخص. ليصبح المسؤول محاطاً ببطانة سوء ومبتعداً تماماً عن الواقع ومنفصلاً عنه، وقراراته تكون في الشرق والواقع في الغرب،بسبب تلك البطانة. واليوم تغير الوضع، فقد أصبح الوزير ذاته قد لا يستمر في منصبه غير شهور قليلة، إذا لم يثبت جدارته في المنصب وقدرته على تقديم أفضل خدمات للمواطن وسماع مشاكله وإيجاد الحلول له، ولا مجال بأن يعيش المسؤول كما كان في الماضي مكمم العينين بسبب بطانة السوء. وإذا رغب بأن يقرب هذه البطانة، فلنعلم بأنه لن يستمر طويلاً في منصبه، ويعلم هو أن بعد تركه للمنصب لن يجد (المطبلين) حوله لأن وجودهم بوجود المنصب، وإذا ذهب المنصب، ذهبوا معه. ولذلك، على المسؤول اليوم أن يختار معاونيه وبطانته من الكفاءات المتخصصة التي تصدقه القول وتكشف له عيوب قطاعه والحلول الناجعة لحل مشاكله لتحسين الخدمات، وتقربه من المواطن ولا تعزله عنه، لأن ذلك هو مؤشر بقائه في المنصب من عدمه الآن. أما من يرغب من المسؤولين أن يعيش في الماضي السحيق، فسيصبح قريباً هو الآخر من ذكريات ذلك الماضي. [email protected]