مكة أون لاين - السعودية كأي مجتمعٍ محافظ على التخلف، استقبلنا كرة القدم بحربٍ ضروس؛ لأنها ليست من (نواميسنا)، ولا يليق بعيال الحمايل أن يشاركوا (العبند) والخضيرية والصنانيع، في الركض خلف ه(اللستك) المنفوخ! ومع أن الأسرة المالكة الكريمة كدأبها في قيادة الوطن للأمام كانت تسمح لأبنائها بممارسة اللعب مع الأندية الرسمية؛ فاشتهر (خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز) في الأهلي، وربما بسببه ما زال يلقّبُ بالراقي!! وبرز (ممدوح بن سعود بن عبدالعزيز) في النصر، ولكن ليس بسببه (متصدر لا تكلمني) للموسم الثاني على التوالي! رغم ذلك ظلت كرة القدم محاربة اجتماعياً إلى مطلع الثمانينات الميلادية؛ فاضطرت مواهب فذّة للاعتزال مبكراً، كالظهير الأيسر الذي لم ينجب الاتحاد مثله/ عيد مرشد (أبو ربعة السهلي الحربي)، وكان قائد المنتخب السعودي للشباب!! ولاعب وسط الهلال والمنتخب (عبد الرحمن القحطاني) الذي ظل يلعب (7) سنوات (بالدس)، فلما ضبط متلبساً على الهواء مباشرة، كان آخر ظهورٍ له!! وفي أثناء عجَّة انتقال (ياسر القحطاني) من القادسية للهلال، صرح والده بأن (عبدالحكيم)، شقيق ياسر الأكبر، كان (أطلق) منه في اللعبة؛ لكنه رفض أن يلعب رسمياً؛ خوفاً عليه من (الدشرة) آنذاك!! ويزيد الوضع سوءاً أن كرة القدم لم تكن تؤكل عيشاً، ولولا حب المجانين لهوايتهم ما استمروا، ولولا العشق ما أبدعوا! فلما جاء هذا النظام (المُمَطْرس) للاحتراف، بعد كأس العالم (94)، كنّا فقدنا الحب والموهبة! ورغم تسابق حتى (عيال الحمايل) منذ ذلك التاريخ، على الاحتراف (نصف استواء)؛ لم نرَ إلا (عوير) و(صوير) و(اللي مافيه خير)! ورغم أن أجورهم وصلت (20) ألف ريال في اليووووووم، إلا أن حصص التدريب لا تتجاوز الساعتين! وكأن حالنا: مضروب على عينه، أحبَّ مضروبة على عينها! ولم يفتحا عيونهما المضروبة إلا على الزواج وقرفه ومسؤولياته! والحبُّ إذا نُكح فسد؛ كما يقال ويعاد! أما اللاعب المحترف حسب هذا النظام المشوَّه فهو كأي زوجٍ سعودي، لا تراه أسرته إلا ساعتين، ويقضي بقية الليل في الاستراحة، يتبادل النكت عن (حْرَيِّمْنا) النكديات! ما أدري وش يبن بالضبط؟