عبدالمجيد الزهراني الوطن - السعودية لا يمكن أن يكون هناك مجال للمقارنة في لغة الإعلان البصرية، بين الإعلانات في تلفزيوناتنا العربية ونظيراتها في الغرب، ليس لأن مساحة المقارنة كبيرة بين الإعلان هنا وهناك، بل لأن مساحة المقارنة معدومة أصلا. الإعلان في التلفزيونات العربية لا يقوم على الفنيات والإبداع البصري والفكري، بل أكثر ما يقوم عليه ترويج السلعة، بطريقة ليس فيها فن أو إبداع، من خلال مشاهد أو لقطات في غاية التسطيح، يخجل أن ينظر إليها الإنسان أحيانا، دع عنك أن يُقيّمها أصلا. أغلب ما يقوم عليه الإعلان في شاشاتنا العربية، هو المرأة كجسد، برؤية غرائزية، وليست المرأة كفكرة، ولهذا لا تستغرب أو تتعجب كثيرا إن وجدت إعلانا تلفزيونيا طويلا عريضا عن ساعة يد يتكشّف فيه جسد امرأة، فيما أنت تحاول أن تحلل أو تُقارب بين جسد عارٍ وبين ساعة يد، لتصل إلى لا شيء في النهاية، وأن المسألة برمتها ليست سوى استغلال رخيص لجسد المرأة، في مُنتج لا علاقة له بفكرة الجسد المُتعري. طبعا، الحديث هنا عن هشاشة الفكر الإعلاني لدينا، دع عنك مصائب الإخراج والمونتاج التصويري في إعلانات الفضائيات العربية، التي لا تحتاج إلى عين ماحصة لاكتشافها، وهذا عكس ما يلحظه أي متابع للفكر الإعلاني الغربي، فحتى بالرغم من حكاية المرأة والعري، التي لا يلجؤون إليها إلا في النادر، وفيما يتناسب مع وجودها من منتجات، إلا أنهم يتعاملون مع الإعلان التلفزيوني بفكر إبداعي واحترافي، يوضح لك أنهم يمارسون ما يُعرف بفن الإعلان، وهو ما تفتقده شاشاتنا العربية المبجلة، والمليئة بالإعلانات التي لا تقول شيئا، ولا تُبهر ولا تحترم الذوق البصري.