الوطن - السعودية إقالة المدربين في أنديتنا والمنتخبات تخصص سعودي لا يقارن، حتى أن بعضها تعاقب عليها ثلاثة إلى أربعة مدربين قبل انتهاء الموسم. وعلى الرغم من معاناة الأندية من الديون وتذمر مسؤوليها من سلبيات العوائد بشكل عام، إلا أنها تُفاقم هذه الأعباء بإدارة خاطئة في التعامل مع المدربين، لاسيما في طريقة الاختيار والتعجل في إلغاء العقد. وفي هذا الصدد لفت نظري وأعجبني تقرير قدمه الزميل متعب العبدالهادي في صحيفة (الرياضية) أمس الأحد، واستوقفني الرقم المالي بمعلومات مفصلة لكن ليست في جداول ولا جرافات تزين جمال الإخراج وتيسر أفق الاطلاع. وحسب التقرير، فقد أهدرت الأندية 36 مليون ريال بتغيير مدربيها حتى الجولة ال20 من دوري عبداللطيف جميل، ولا أستبعد أن يكون المبلغ أكثر، أضف إلى ذلك مستحقات "السماسرة" بعضهم يعملون في الأندية، وهذه من الملاحظات التي تحتم وجود مراقبين ماليين ومعرفة المصروفات والإيرادات. المشكلة تبدأ من طريقة الاختيار بالبحث عن المدرب الأنسب بما يحتم تقصي حقائق ومعلومات، مع تفادي خطر السماسرة والمسترزقين من وراء جلب بعض المدربين. ولذا يمكن تجنب مثل هذه المطبات بوجود لجنة فنية تحدد مواصفات المدرب ويكون لها دور في الاختيار والتقييم. والمرحلة الثانية تعتني بتقييم عمل المدرب وليس النتائج فقط، أو بمزاج الرئيس الذي أيضا قد يبعد المدرب لأنه يريد أن يتحكم في كل شيء أو لعدم الارتياح له، وفي خط معاكس قد يعاند النقاد والجماهير كي يثبت عدم تأثره عاطفيا. وفي فرع ثالث أغلب الأندية تلاحق مدربين ألغيت عقودهم من أندية مجاورة وكذلك في الخليج، وهم يحققون أرباحا كبيرة من إبرام العقود وفسخها..! وهناك أندية ترمي باللائمة على المدرب في أي مشكلة، دون أن تراجع حساباتها جيدا ولا تتأكد من تكامل الأدوات، وأكبر الشواهد إدارة "الخبير" الأمير خالد بن سعد رئيس نادي الشباب بتغيير أربعة مدربين رغم البداية الذهبية بكأس السوبر وجودة المباريات في البداية قبل أن تنفرط السبحة بتغيير المدرب وإنهاء إعارة "روجيرو" ... إلخ من القرارات العكسية التي خلخلت الليث. والقرار الذي ترك جدلا كبيرا كان من الأمير فيصل بن تركي رئيس ناي النصر بإقالة "كانيدا" وهو متصدر، معيدا "ديسلفا" الذي له خبرة سابقة مع الفريق وزاد في تقدمه دوريا قبل أن يفقد لقب كأس ولي العهد، ثم خسر بعض النقاط التي قربت الأهلي منه كثيرا. والأكثر غرابة إدارة الفيصلي بقيادة فهد المدلج بإقالة المدرب البلجيكي "ديمول" رغم الإشادات الواسعة بنجاحه، ولكن الإدارة بررت قرارها بسوء عمله وليس نتائجه. أما الهلال، فإن الرئيس الأمير عبدالرحمن بن مساعد أصر على استراتيجيته منذ العام الماضي بعدم إقالة المدرب أثناء الدوري، ووصل به الحال إلى أن يستقيل هو بعد خسارة كأس ولي العهد أمام الأهلي، فتكفلت الإدارة المؤقتة برئاسة محمد الحميداني بإلغاء عقد "ريجي" الذي عجز عن إعادة الفريق لطبيعته بعد فقد كأس آسيا ثم الخسارة من النصر دوريا وانتهاءً بفقد كأس ولي العهد. وبالنسبة للاتحاد برئاسة إبراهيم البلوي فلم تتحمل الإدارة الانتقادات بحق الوطني خالد القروني بعد الخسارة في دوري آسيا، وأوكلت المهمة مؤقتا للمصري عمرو أنور حتى تم التعاقد مع الروماني "بيتوركا" بعد ماراثون طويل. وبقي الأهلي متميزا برئاسة الأمير فهد بن خالد ومدربه السويسري "جروس" الذي لم يخسر حتى الآن وكسب كأس ولي العهد. والأندية الأخرى قصصها لا تختلف عن بعض ماذكرته. وهكذا تتفاقم المشاكل حتى تصل (الفيفا) وتتوسع دائرة السمعة السيئة.