المدينة - السعودية أصدقكم القول عصر الأربعاء كنت محبطاً وأنا أسمع وأقرأ في وسائل الإعلام، وأرى عبر القنوات الفضائية مُدن (اليمن) تخضع للحُوثيين، وتسقط في أيديهم الواحدة تلو الأخرى!! كنت قلقاً وإيران بذراعه الحُوثي تُرَوّج لمناوراتها العسكرية بالقُرب من حدودنا الجنوبية؛ حينها كتبتُ على حسابي في (تويتر) تغريدة نازفة باليأس!! ولكن ما هي إلا ساعات ويتحول ذلك اليأس إلى عِزة وفَخر وأنا أشاهد (صقورنا البواسل) يحلقون في الجو حماية لوطن نموت جميعاً فداءً له، ويَضْرِبُون حصون ودفاعات العدو الحُوثي استجابة لنداءات الشرعية اليمنية! بلدي السعودية وقيادتها الرشيدة مارست سياسة ضبط النفس أمام استفزازات الحوثيين وأسيادهم، وحاولت الوصول لمحطة أَمْن اليمن واستقراره عبر الحِوار الذي دعت له ورعته؛ ولكن غرور الحَوثيين وانقلابهم على الشرعية وانفرادهم بالسلطة، وتَعَنّتهم، ومحاولاتهم فَرض الأمر الواقع بالقوة، وكذا استعراضهم لقوتهم على حدودنا؛ أجبر النّخْوَة السعودية أن تقود (عاصفة الحَزم)؛ لتبعث الحياة في عروق أشقائنا اليمنيين بِقُرب عَودة (اليمن السّعيد). ولعل أبرز ما يميز تلك الحملة العسكرية أنّها حظيت بمشاركة وتأييد دولي مما يؤكد على سلامتها ومصداقية أهدافها، وعلى ما تحظى به (السعودية) من مكانة دولية، وثقة عالمية بقراراتها السّيَادية، وحِرص من الأشقاء العَرب والمسلمين على أمنها. وهذه الخطوة العسكرية من السعودية وحلفائها أعادت شيئاً من الأمل بقدرة العَرب والمسلمين على الحَشد ووحدة الصّف للوقوف أمام أيّ خطر ينال من عقيدتها وأمن دولها وشعوبها. أيضاً الضربات الجوية ل (عاصفة الحَزم) تبدو حتى الآن نوعية تستهدف القوات الحوثية ومراكزها ومَن يساندها (فقط)، فهي ولله الحمد بعيدة عن المَدنيين ومكتسبات الشعب اليمني ومقدراته التنموية. أما على المستوى الداخلي فقد أثبتت (حملة عاصفة الحَزم) بأن السعوديين على اختلاف أطيافهم، ومهما تَنَوّعَت رؤاهم فإنهم يَد واحدة مع قيادتهم الحكيمة لحماية وطنهم؛ فقد ازدانت شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الحديثة بالتأييد لتلك الحملة؛ والدعوات الصادقة لجنودنا البواسل بالنصر والسلامة وللوطن بالأمن والأمان؛ بل والفخر والاعتزاز بمبادرات بلادنا الدائمة في الاستجابة لنداءات أشقائنا؛ فهاشتاق (#عاصفة_الحزم) خلال ثلاث ساعات من انطلاق الحملة احتضن أكثر من 300 ألف تغريدة، وكان الأول عربياً والثاني عالمياً؛ وكانت أغلب التّغْريدات بحسب (قناة الجزيرة) مِن السعودية وفيها المباركة والتأييد للحملة. أخيراً هذا نداء بالمزيد من وحدة الصَّف والقضاء على الشائعات والإفادة من منابر المساجد والإعلام وقاعات الجامعات والفصول الدراسية في دعم تلك التوجهات الوطنية، ندعو الله أن يحمي بلادنا، وأن يحفظ قيادتنا وقواتنا الباسلة في الداخل والخارج. [email protected]