الجزيرة السعودية لحظة بدء عاصفة الحزم كنت أسير في شارع (ماين ستريت) في مدينة أرفاين في كاليفورنيا، حين سمعت نغمة رسالة واثنتين وثلاث، فالواتساب وتويتر ولاين كلها تطبيقات تواصلية تجعلك تستقبل رسائل على مدار الساعة. تابعت قبلها تقارير تنذر بعدم صبر السعودية على الحوثي وتطاوله وتهديده للحدود. كنت أتمنى تأديب الحوثي عسكريا، لكنني كنت أثق أن قيادة وطني ستقرر ما يناسب المرحلة ووفقا للمعلومات الأمنية المتوافرة لها. قطعت إشارة واثنتين، وحين أقبلت على مدخل المنزل أخرجت المفتاح وألقيت نظرة على الواتساب، كان الخبر الساعة الثالثة ظهراً في توقيت أرفاين، أقرأ سلاح الجو السعودي يبدأ حربه من أجل تحرير اليمن من قبضة الحوثي. مزيج من الفرح والاعتزاز والفخر، خلطة غريبة من المشاعر والأحاسيس، أستحضر بفخر كل أقاربي من الطيارين العسكريين الذين يمكن أن يكونوا في الجو -حاليا- يسددون الرمي للعدو.. أستحضر كل جندي سعودي لبس خوذته واعتمر كابينة القيادة في طائرة تمشط سماء اليمن. بكيت ودعوت الله كثيرا أن ينصر وطني على كل من يضمر له العداء.. ظللت في مكاني والشمس متعامدة ودموعي تنسكب ساخنة فرحاً بشجاعة طيارينا، ودمي يغلي في عروقي. إحساس غريب جداً، حين تكون في بلاد بعيدة جدا ووطنك يخوض حربا يؤمّن فيها حدوده ويغيث من استجار به. دخلت البيت بدأت بسجادتي.. صليت طويلاً.. سجدت ودعوت الله رب العالمين أن يبقي علينا أمننا واستقرارنا.. ثم بعدها تجولت على محطات أمريكا، كانت صامتة، لم تبدِ حراكاً إلا بعد ساعات من بدء العملية، وكأنها تنتظر ردات الفعل داخلياً، ثم أعلنت دعمها اللوجستي لعاصفة الحزم. حين دخلت تويتر هالني هذا الاختلاف الذي عليه السعوديون، في كل السعودية بمختلف أفكارهم وأعمارهم وقبائلهم ومناطقهم وطوائفهم ومذاهبهم. كلهم مختلفون لكن ليس على عاصفة الحزم، بل مختلفون على من يحب الوطن أكثر. دام الوطن ودام أهله آمنين.