مال - السعودية تشهد المملكة العربية السعودية في السنوات الاخيرة زخم الافكار المبتكرة من قبل شباب وشابات الاعمال وذلك بفضل الانفاق الحكومي على تطوير مشاريع البنية التحتية وأغلب القطاعات في الدولة. عادة ما تواجه الشركات الناشئة والمتوسطة مشاكل في الاستمرار للسوق وذلك لعوامل عدة وهنا أود أن اتطرق للحديث عن عامل واحد فقط وهو مشاكل التسويق . أمثلة ايجابية خلال استخدامي التطبيق الشهير أوبر وهو عبارة عن تطبيق يسمح لك بالحصول على سائق خاص ويوفر خدمة السعر التوقعي في حال توفر موقعك والموقع المراد الوصول اليه. في أحد المرات قام السائق باستخدام طريق أخر غير المحدد من قبل التطبيق مما زاد سعر التكلفة ووقت أطول. عند وصولي تواصلت مع خدمة العملاء وشرحت المشكلة وفي ظرف 20 دقيقة تم التواصل معي واسترداد 50% من المبلغ الاجمالي وارسال ايميل اعتذار عن ما حصل. المراد هنا بأن خدمة ما بعد البيع و خدمة العملاء قد تكون سبب في فشل العديد من المشاريع حيث أن العديد من الدراسات في علم التسويق اثبتث ان 80% من العملاء في أغلب المشاريع هم عملاء مستمرين وان 20 % هم عملاء متغيرون، حيث أن سوء خدمات ما بعد البيع ينفر العملاء من التعامل مع الشركة في حال وجود البديل وخلق سمعة سيئة تؤثر على المدى الطويل. إن الاهتمام بالعميل من أهم اسباب نجاح العديد من الشركات وذلك بسبب امتلاكه قرار الشراء وهو مفتاح النجاح فالوصول الى إرضاء العميل وفهم احتياجاته يجب أن يكون الهدف الأول للشركات. في عام 2013 قامت شركة دكني الشهيرة للملابس بطلب صور من أحد المصورين لعرضها في محلاتها حول العالم ولم يتم الاتفاق على السعر المعروض. بعد عدة أشهر قامت الشركة باستخدام الصور بدون أخذ الاذن من المصور. قام المصور بحملة على مواقع التواصل الاجتماعي ضد الشركة وطالب الشركة بالتبرع بمبلغ مالي لأحد المؤسسات التي تهتم بتعليم الأطفال مقابل حقوق الصور. قامت الشركة على الفور بالاعتذار عن الخطأ وتوضيح أن الخطأ لن يتكرر مستقبلا بالاضافة الى تبرعهم بمبلغ مالي للمؤسسة باسم المصور. العديد من الشركات تستخدم وسائل التواصل الاجتماعية ايضا لتفادي أي كوارث قد تؤثر على الشركة حيث يتم متابعة جميع ما يتعلق بالشركة من قبل العملاء أو مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي مهما كان الحديث ايجابي أو سلبي وذلك للتواصل بشكل مباشر في حال كان سلبي وتفادي أي اضرار قد تؤثر على مستقبل الشركة. أمثلة سلبية أحد شركات السياحة عملت حملة تسويقية عبر مواقع التواصل الاجتماعي في فترة الصيف ولاقت الحملة تفاعل ايجابي بعد انتهاء الموسم اصبحت حسابات الشركة غير نشطة حتى اقترب موعد الاجازة اي الاجازة القادمة، لكن التفاعل كان اقل بشكل ملحوظ جدا، والسبب في ذلك أن بعض عملاء شركات السياحة يخططون لسفرهم قبل زمن محدد من رحلتهم وايضا البعض قد ينسى اسم الشركة. العديد من المشاريع ترى بأن وسائل التواصل الاجتماعية غير مجدية من ناحية المردود مقابل الجهد والوقت المبذول وهذا خطأ شائع لدى العديد من المشاريع، إذ سيؤدي ذلك لخسارتهم فرصة الوصول الى عملاء جدد وخلق فرص جديدة. مثال آخر, شركة كوداك للكاميرات كانت في يوم ما تعد من كبرى الشركات بل وقائد لسوق للكاميرات وتوصلوا الى منتج جديد في ذلك الوقت وهو الكاميرات الرقمية ولكن خوفهم من اطلاق المنتج ومنافسة كاميراتهم المعروفة حال دون اطلاقه لسنوات، مما دفع شركات اخرى مثل كانون وسوني للاستثمار بالكاميرات الرقمية فأنقلبت الآيك واصبحوا هم من يقود سوق الكاميرات مما صعب على كوداك العودة الى المنافسة وخسروا مقعدهم وعملائهم واخيرا أعلنت افلاسها. خلاصة الموضوع يجب على الشركات التطوير من المنتجات ومن الخدمات حتى ان كانت في القمة حيث ان رغبات العملاء متغيرة لاسيما في زمن التكنولوجيا، حيث أن احتياجات العميل اصبحت متغيرة بشكل كبير عن السابق وذلك قد يتم فهمه عن طريق دراسة العملاء المستهدفين والتواصل مع العملاء الحاليين. التسويق حاليا أصبح عملية متكاملة في جميع أقسام الشركة وهي أكثر بكثير من عملية الاعلان والترويج ويعد من أهم عوامل نجاح وفشل الشركة. لذا يجب الاهتمام به بغض النظر عن حجم المنشأة ومجالها. —– SalmanMuteb@ ماجستير علم اتصال وتسويق يعمل في أحد مشاريع روكيت انترنت – برلين