مكة أون لاين - السعودية (رفضت الامتثال لأوامر أحد أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبعد إلحاح عضو الهيئة وقعت مشادة كلامية بينهما، وتجمهر عدد من النساء حولها، مما دعا رجال الهيئة إلى الاستعانة بالدوريات الأمنية. وطالب أحد أعضاء الهيئة بالقبض على النساء اللاتي تجمهرن لتصوير الحدث، لكنه لم يجد تجاوبا من رجال الأمن، الذين أكدوا صعوبة الأمر مع تواجد كم كبير من النساء. وفضل أعضاء الهيئة بعد الاتفاق مع رجال الأمن على تسجيل رقم لوحة السيارة التي كان يقودها حدث والتعميم عليها، لإحضارها وفك التجمهر)!هذا ملخص الخبر الذي كتبه هنا في صحيفة «مكة» الزميل خضير الشريهي، وهو بالمناسبة رئيس نشط ومغامر لفرع جمعية الثقافة والفنون، ولديه طموحات تتعلق بتطوير الفن، بل ويطمح بأن يكون للسينما حضور في الجمعية والعياذ بالله، ولولا رحمة الله ثم الغيورون في المنطقة لأقيمت فعالية مسرحية للأطفال مع أمهاتهم في الجمعية، ورغم تبريره بأن النساء لهن مدخل خاص من موقف السيارات حتى وصولهن للمقعد، لكن هذا لم يفت على الغيورين الذين يعرفون أن التغريب يبدأ بالخطوة الأولى بمدخل خاص، ثم مدخل جانبي، حتى يصل للاختلاط ثم الخلوة!نعود للخبر المرعب الذي احتوى على عدد من الكلمات المخيفة (رفضت الامتثال) و(إلحاح ومشادة كلامية) و(تجمهر) ومن ثم (الاستعانة بالدوريات الأمنية)، و(طلب القبض)، (تسجيل رقم لوحة السيارة والتعميم عليها وإحضارها)، هذه الكلمات توحي بأن الخبر يتحدث عن خلية إرهابية، أو وكر من أوكار مروجي المخدرات، لكن الحقيقة أن كل هذه الضجة كان بطلها (نقاب)، نعم (نقاب) وليس عدم وجود نقاب كما جرت العادة، ومشكلة النقاب التي اكتشفها عضو الهيئة أنه لا يغطي العيون، والحديث هنا ليس عن متبرجة في (مول) رسمت من الكحل مصائد للفتنة، بل لامرأة فاضلة لم تجد غير برودة الرصيف تعرض عليها بضاعتها البسيطة التي جعلتها بعد الله بينها وبين سؤال الناس، يا الله! كم أشعر بالخجل من هذه المرأة، فنحن لم نتجاهلها وهي من أهلنا الأنقياء الصادقين الذين يتمنون مقابلة الموت على النطق بالسؤال أمام الناس، لم نكتف فقط بأننا تجاهلنا حاجة هذه المرأة وكأن وجودها على الرصيف في هذا البرد أمر لا يلفت الانتباه، أعلم أنها لم تكن تنتظر من أحد شفقة، فهي أكبر من أن تنتظر شفقة الآخرين، وإلا لما بادرت بكل شجاعة بالبحث عن رزقها ورزق أبنائها، لكن الخجل والمرارة التي أحسست بها غصّة بحلق تلك المرأة هو أننا لم نكتف بتجاهلها إنما تعدى الأمر أن ننظر إليها بنظرة تجرح عظمتها، نسينا كل معاناتها ولم نلحظ إلا عينيها الذابلتين الطافحتين بالمرارة، وطالبناها بأن «تستتر»، أي ألم أعظم من أن تقول لامرأة عربية شريفة كبقية أهلي «استتري» وكأنها كانت تمارس العري!يا أختي أنا أقل كثيرا من أن أعتذر، أنا فقط أتألم!