مصر العربية 1- "هيتم قريبا إطلاق مشروع قومي لتأهيل الشباب والشابات، وتمكينهم من المشاركة السياسية والمجتمعية، المشروع ده تتبناه الرئاسة وهي اللي هتقوم بيه". عبد الفتاح السيسي في خطاب ل"أمته" مساء 22 فبراير 2015. "السجن المشدد 5 سنوات لعلاء عبد الفتاح وأحمد وتغريم كل منهما 100 ألف جنيه، والسجن والمشدد ل18 آخرين وتغريمهم 100 ألف جنيه، في قضية مظاهرة مجلس الشورى". محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة صباح 23 فبراير 2015. يقول السيسي إنه مهتم بتمكين الشباب، ويقول التاريخ إن أكثر الناس قولا أقلهم فعلا. 2- تؤكد أرقام الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء إن 62 من المصريين تقل أعمارهم عن 30 سنة، وتقول أرقام مركز بصيرة أن الشباب أقل من 30 سنة كانوا أقل الفئات مشاركة في انتخابات الرئاسة الماضية التي فاز بها السيسي. كان يمكن لهذه الأرقام أن تعطي مؤشرا للرئيس الجديد عن حجم الرفض الذي يلقاه بين صفوف الشباب، وكان يمكن أن تدفعه لاتخاذ خطوات تقربه منهم وتزيد شعبيته بينهم، لكن ماذا فعل فخامته؟! جاءت الحكومة الأولى في عهد السيسي برئاسة إبراهيم محلب البالغ من العمر 65 عاما، ووفق التقسيم العمري ضمت الحكومة 18 وزيرا تتراوح أعمارهم بين الستين والسبعين، بالإضافة إلى وزيرين يتجاوز عمرهما السبعين عاما، فيما لم تضم شريحة ما بين الأربعين والخمسين سوى 4 وزراء. أبقى السيسي على مؤسسة الرئاسة طويلا بلا مستشارين أو هيكل واضح، بعدها قرر أن يعين مستشارين مثل فايزة أبو النجا وأحمد جمال الدين وإبراهيم سمك وهاني الكاتب، وبصرف النظر عن أنك تقرأ بعض هذه الأسماء للمرة الأولى، فإنهم جميعا ينتمون للشريحة العمرية بين الستين والسبعين، وإلا الآن لم يعين الرئيس مستشارًا شابا أو حتى مستشار لشؤون الشباب. منذ تولي السيسي الرئاسة مات تامر صلاح عبد الفتاح، 28 سنة، ورامي عبد العزيز، 26 سنة، وشيماء الصباغ، 32 سنة، وسندس أبو بكر، 17 سنة، وعشرات غيرهم في مظاهرات معارضة، مات محمد مصطفى، 17 سنة، وعبد الرحمن السيد، 20 سنة، وكامل عبد الباسط، 19 سنة، و17 غيرهم أثناء محاولتهم دخول ملعب الدفاع الجوي لمشاهدة مباراة كرة قدم، مات محمود معتز فتح الله، 16 عاماً، وكريم حمدي، 28 سنة، وحمادة خليل، 32 سنة، بالتعذيب أو رميا بالرصاص داخل أقسام الشرطة. يُضرب عشرات الشباب عن الطعام داخل السجون احتجاجا على احتجازهم بالباطل، تصدر المحاكم يوميا أحكاما بالحبس ضد عشرات الشباب بتهمة التظاهر، تفصل الجامعات شهريا عشرات آخرين بسبب "ترديد هتافات مسيئة لرئيس الجمهورية"، يعادي السيسي الشباب كل صباح، ثم يؤكد أنه يحبهم ليلًا، يحبسهم ويقتلهم ويقرب منه عجائز السن والعقل، ثم يطلب منهم أن يدعموا مشروعه. 3- "شباب مصر هم أمل مصر، ومن أطلق التغيير في 25 يناير هم الشباب، ونحرص على إعداد شبابنا من أجل أن يتبوأ المناصب الهامة في الدولة". السيسي في كلمته أمام منتدى دافوس 22 يناير 2015. 4- "محمود شارك معانا في ثورة 25 يناير، ونزلنا جميعنا الميدان، كان بيمثل معانا في فريق تمثيل كلية حقوق عين شمس، كان إنسان طموح وله طموحات كتير في المجال الفني والإذاعي والرياضي". محمود الغندور ابن ال24 عامًا لم يولد متطرفًا ولا عدوانيًا، كان كأي شاب قابلته في الميدان فصب لك الماء لتصلي أو تلقى عنك حجرا في موقعة الجمل، أو وضع الخميرة على وجهك لتفادي مفعول الغاز، مر بمرحلة الأمل التي مررت بها في بداية الثورة، وبمرحلة الغضب وهو يراها تُسرق، وبمرحلة الإحباط بعد سرقتها. سافر محمود إلى سوريا بصحبة رفيقه إسلام يكن واستطلع الأوضاع هناك ثم عاد بعد شهر واحد، دخل السجن مطلع 2014 بسبب سفره ضمن قافلة إغاثة، وخرج في 23 سبتمبر الماضي ليعلن على صفحته بموقع "فيس بوك" أن السلطات وجهت له تهمة الانتماء لجماعة الإخوان، وأن الحياة في مصر لم تعد تُحتمل. يبلغ أبو بكر البغدادي من العمر 44 عامًا، ويتزعم تنظيمًا يبث الرعب في الشرق والغرب ويسيطر على مساحات شاسعة من أراضي سوريا والعراق وتتمدد دولته يوميا في بقاع جديدة، يتولى مواقع القيادة في تنظيمه شباب بين أواخر العشرينات وأوائل الأربعينات، يتمتع مقاتليه "العشريين" بامتيازات مادية كثيرة عبر عنها صديقه إسلام يكن في تغريدات سابقة عندما تحدث عن الغنائم التي يجنيها من "الكفار"، ودعا والدته للالتحاق به والإقامة معه على شقة في نهر الفرات. كان محمد الغندور أمام خيارين، إما البقاء هنا في موقف ضعف واستكانة وملاحقة، مقيما بين مجتمع يكرهه، ومنتظرًا لما يقرره النظام له إما سجنا أو قتلا، أو السفر إلى أرض عاينها سابقا وأدرك أنه سيكون فيها قويًا عزيزًا متحققًا، يخاف الناس منه، وربما يموت أيضًا لكنها لن تكون ميتة مجانية كما هو الحال هنا. يقول السيسي إنه مهتم بتكمين الشباب، لكن أبو بكر البغدادي يفعل. 5- "مشاركة الشباب.. أنا اتكلمت في النقطة دي كذا مرة، واتكلمت مع الأحزاب وقلتلهم خلوا شباب مصر يشارك ويخشوا الأحزاب ويبقى ليهم دور". السيسي في كلمته خلال الاحتفال بعيد الفلاح 18 سبتمبر 2014. 6- عزف الشباب عن الترشح في الانتخابات البرلمانية وسيعزفون عن التصويت فيها، ستلفت الظاهرة نظر الخبراء الموالين للسلطة، ستستضيف برامج الثرثرة الليلة ضيوف يقولون إن الشباب هم عماد المجتمع وإن عزوفهم عن المشاركة يرجع لغضبهم من بعض الأوضع وإنه على الدولة احتوائهم، سيتحدث آخرون عن أن الشباب لم يعزفوا أصلا عن المشاركة وإنه لا يجب اختزال شباب مصر في عدة عشرات من النشطاء، سيخرج الرئيس في أول خطاب ليؤكد مجددا اعتزازه بالشباب الذي صنع الثورة. بعدها بأيام ستعود السلطة لمعاداة الشباب بكل الطرق الممكنة، ستحبسهم وتقصيهم وتشوههم وتقتلهم ثم تتساؤل بكل براءة: لماذا يكرهوننا. في مكان ما داخل مصر أو داخلها سيكون شخص ما يتابع ما يجري بسعادة غامرة ينتظر انضمام أعضاء جدد لتنظيمه من الكارهين للسلطة الكافرين بالسلمية الرافضين للموت المجاني. ربما لا يكون هناك عذر لمن يرد على بطش السلطة بالعنف، لكن لا عذر أيضا لسلطة تجعل الخيار الوحيد لتقويمها ومواجهة ظلمها هو العنف. 7- "لا يوجد خصومة أو خلاف بين الدولة والشباب، هناك تجاوزات حدثت بسبب الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، ولكن لا يوجد قيود على حرية التعبير". السيسي في حواره مع شبكة سكاي نيوز 18 يناير 2015.