مكة أون لاين - السعودية في البداية تحية خاصة للدبلوماسي السعودي المخضرم - وزير الخارجية السعودي الذي يعرفه الناس بفطنته ويحترمونه كثيرا لتفانيه في خدمة الوطن، وأيضا يقدرونه بلا حدود لدبلوماسيته المتربعة على صدر الدهاء، وأنا حقيقة من الناس الذين يشعرون بالفخر حين يأتي الحديث عن الأمير سعود الفيصل ومع المنصفين وقناعتي من قناعتهم حول الوقوف على الشواهد الموجبة للاعتراف بدوره المميز في إدارة الشأن الخارجي السعودي، واحترافية منهج التعامل مع المعضلات والنوائب بالآليات التي يحسب له الأقران ألف حساب. هنا وكل حين أهنئه بالسلامة وأدعو له بدوام الصحة والتوفيق. في العموم وعلى هامش الحراك الجاري المتصل في الأساس بالاستطلاع المتعلق بقياس مدى تجاوب السفارات السعودية لنداء المواطن السعودي - الاستطلاع الصحفي الذي أجرته الصحفية «أماني يماني» من صحيفة مكة. للإنصاف يبدو لي أن الزميلة تتوق في التقرير إلى الدخول عبر المنافذ المتخشبة، وهذه مهنة الصحفي المحترف ذكرا كان أو أنثى، وفي السياق يطيب لي أن أرفع خالص التحية للزميلة مع التعبير عن بالغ التقدير «لصحيفة مكة» الجريئة وطنيا وقد أفسحت المجال عبر الضوابط المهنية لتحريك الراكد من أجل مصالح الوطن العليا. الموضوع باختصار لمن لم يطلع على التفاصيل يدور حول قيام الصحفية «يماني» بمحاولة استطلاع ردود أفعال سفارات المملكة في الخارج إزاء حالة فرضية ممثلة بنداء مواطنة سعودية تبحث عن العلاج، واستطرادا لن أقول إن نتائج الاستطلاع كانت صادمة ولن أقول إنها أتت متناغمة أو منسجمة مع أقل التطلعات، مسألة التقويم تخص وزارة الخارجية تحديدا وللرأي العام ما يخصه في الأمر وهنا مربط الفرس. على أية حال يبقى أن ثمة من يسدد القصور وثمة من يعطي الأمور الوطنية حقها من الاهتمام مقابل أولئك المتراخين الذين ما زالوا يعتقدون أن تمثيل الوطن رسميا في الخارج مجرد اعتناق مذهب المشاركة في المناسبات الدبلوماسية بطقوس تجاذب أطراف الحديث في شؤون العالم بالمصطلحات الدبلوماسية التي يصيبها البعض حينا ويخطئها البعض أحيانا إن جاز التعبير وهذا من التوقعات. ختاما، كنت أتمنى على «مدير إدارة الشؤون الإعلامية في وزارة الخارجية»، وقد بانت معالم المسألة أن يلتفت إلى سرعة تجاوب بعض السفارات السعودية، وعلى رأسها السفارة السعودية في هولندا ومعها السفارة السعودية في سويسرا، والسفارة السعودية في إيرلندا، ويستثمر الموقف بدبلوماسية «لتغطية الموقف»، عوضا عن الخوض بلا دبلوماسية في تبريرات تباطؤ السفارات الأخرى في التفاعل، التبريرات البالية التي لن يقتنع بها غالبية الناس، وقد ظهرت في شكل دفوعات متعالية مجردة من الارتهان للواقع، ولعل تجاوب بعض السفارات «ينقض» كل التبريرات التي استند عليها سعادته، تحية دبلوماسية للنقلي وألف تحية وطنية حارة لغيره، وبكم يتجدد اللقاء.