الاقتصادية - السعودية انشغل الإعلام السعودي بالأوامر الملكية الكريمة التي عمت كل مناحي الحياة في بلادنا، إلا الأمر الملكي الكريم بتخصيص (20 مليارا) عاجلة لإيصال الخدمات للمخططات التي لا توجد فيها خدمات الماء والكهرباء وغيرهما، وأهمية هذا الأمر الملكي تأتي من أن بعض هذه المخططات لم تصلها الخدمات لأكثر من أربعة عقود كالمهدية مثلا، أو من عقد ونيف، مثل وادي نمار، مع العلم أنها صارت وسط العمران المدني، بل تجاوزها إلى ما وراءها امتداد المدن، وإنعاش هذه المخططات التي أكثرها منح لمواطنين، سيغير معادلة العقار فتنتعش هذه الأحياء ويعتدل سعر العقار في العمران، ويستطيع المواطن الذي منح في حي بعيد أن يبني، ويسكن، خصوصا، أنه بعد سنتين من الآن سيسير مترو الرياض، وخدمات النقل الأخرى وهذا سيقضي على معنى البعد عن مركز المدينة، أو البعد في أطرافها، بل ستكون سكنى هذه الضواحي في الأطراف مثل رماح والمهدية ونمار والخير مرغوبة لبعدها عن الزحام التجاري في المدينة. من وجهة نظر أخرى، ستشهد هذه المخططات حركة إعمار سريعة، فكثيرون يتمنون أن يعمروا منحهم، لكنهم يصدمون بعدم التأكيد بوصول الخدمات، أما وقد أمر الملك سلمان بن عبدالعزيز بتمويل إيصال الخدمات لهذه المخططات فكثيرون قد يأخذون قروضا للبناء، أو قد يجدون مشتريا، بل من المتوقع أن تنخفض أسعار وسط المدينة لترتفع أسعار الأراضي نسبيا في هذه الأحياء. أهل العقار يتوقعون أن يحدث تراجع في أسعار العقار القديم في المناطق المعمورة لتوافر العرض على أراض قابلة للبناء وفيها خدمات، وهو حل لأزمة مستحكمة بين المضاربين بالعقار واحتكار أراض واسعة لا يبيعها أصحابها، ومن يعتبرون الأرض استثمارا مثل الأصول، مع أن قيمة الأرض غير المبنية لا تعني إنتاجيتها. بتمويل الخدمات سوف يتوافر آلاف من القطع السكنية المجمدة، ولن يكون دخولها للسوق بدون أثر، فهي مخططات كثيرة، تركت لزمن طويل ولا ذكر لها حتى دعم الملك سلمان هذه القطع بالخدمات من ماء وكهرباء وغيرهما. المحصلة أن أمانات المدن مطلوب منها تسريع تنفيذ الأمر الملكي الكريم، بمد الخدمات لهذه الأراضي البيضاء، خصوصا، أنها مخططات معتمدة.