مكة أون لاين - السعودية كنت قد كتبت قبل فترة تحت عنوان «لمعالي وزير الخدمة المدنية..تحية وسؤال» متسائلا في ظل تعدد الأنظمة الوظيفية السارية عن مدى قدرة الوزارة على تقييم خدمات من يرغب من العاملين تحت مظلة نظام وظيفي آخر مثل نظام العمل السعودي في «تقييم» خدماته و»معرفة» المرتبة الوظيفة التي يستحقها على سلم «الوظائف العامة». ورغم كبر مساحة التفاؤل في سرعة تفاعل وزارة الخدمة المدنية ومبادرتها لتسجيل موقفها أمام مسألة توزع الحيرة على شريحة كبيرة من الناس، ما زال السؤال قائما إلى الآن في انتظار لفتة مسؤولة من الوزارة الموقرة وعلى رأسها معالي الوزير لملء فم السؤال ولو بحفنة من الكلمات المبعثرة من فئة المعتاد على سماعه أو قراءته على لسان المتحدث الرسمي في بعض الوزارات على أقل تقدير. السؤال المطروح آنذاك هو المتحرك حاليا، وواقعه لا يميل إلى اختبار بيروقراطية الوزارة وليس فيه ما يضعها في زاوية الحرج. السؤال حقوقي بامتياز وفي إجابته إن هي حصلت تثقيف يبدد إشكالية عدم الدراية والفهم لدى البعض وفيها - أي الإجابة - فائدة كيفما أتت «نعم أو لا». في كل الأحوال تبقى الغرابة في التملص، وتباعا لأي شخص يهمه الأمر أن يتساءل لماذا لا تخرج الإجابة من بطن الوزارة ولو بعملية قيصرية طالما أن السؤال من أساسه يلامس شأنا مهما بالنسبة للعاملين ومعهم الجهات التنفيذية المعنية بشؤونهم الوظيفية. عموما، أشرت في المقال السابق وبوضوح إلى أن السؤال لا يتجاوز في الأصل حدود ما بني له، وهو في ذلك الوقت مثل الآن محصور في دائرة الإلمام، أي معرفة المرتبة الوظيفية المستحقة في ظل المؤهل العلمي وما يتلوه من سنوات الخبرة بالنسبة لأي من العاملين خارج نظام الوظائف العامة ممن يرغب في معرفة منزلته في سلم الوظائف العامة. باختصار، السؤال مرة أخرى، هو: طالما أن الغاية محدودة في معرفة الاستحقاق الوظيفي «المرتبة الوظيفية والدرجة» لا المطالبة بشغل وظيفة بعينها، هل تستطيع وزارة الخدمة المدنية تقييم خدمات أي موظف يعمل خارج نظام الوظائف العامة إن هو تقدم لها، مثل العاملين تحت مظلة نظام العمل في القطاع الحكومي؟ هل سيزعجها إن هي شرعت في تقييم بلوغ البعض حدود المراتب العليا وستطلب بالتالي تمرير الطلب من خلال الوزير المختص في الجهة التي يتبع لها صاحب الطلب؟. وفي الاتجاه ما هو الموقف من العاملين في القطاع الخاص إن طرق بعضهم باب الوزارة وفي يده شيء من نظام تبادل المنافع!؟. في الختام ينقل السؤال مع التحية، من معالي الوزير السابق إلى معالي الوزير الحالي، وبكم يتجدد اللقاء.