د. عامر بن محمد الحسيني الاقتصادية - السعودية استكمالا لسلسلة تجارب الشركات ورجال الأعمال المؤثرين مجتمعيا في خدمة المجتمع، وتطبيق ممارسات المسؤولية الاجتماعية الهادفة لتحقيق التنمية المستدامة. يجب ألا نغفل العمل الخيري الذي يقدمه قادة العمل الرسمي في هذه البلاد، واستمرارا للأيادي الحانية التي غمروا بها حياة الكثيرين في مجال العمل الخيري ومساعدة ذوي الظروف الحرجة، يأتي الحديث هنا عن مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه للإسكان التنموي. المغفور له بإذن الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تلمس منذ وقت مبكر وجود مشكلة حقيقية تتمثل في صعوبة توفير المساكن لأسباب عديدة ليس المجال للخوض فيها، فارتأى رحمه الله وبمعرفة أن أجر عمل الخير يمتد أجره ليشمل الأحياء والأموات بتأسيس مؤسسة خيرية متخصصة في توفير الإسكان التنموي لفئة مهمة من فئات المجتمع غير القادرين على توفير المساكن بإمكاناتهم الذاتية. فجاءت الموافقة السامية عام 1423ه لإنشاء مؤسسة خيرية تهدف لتأمين مساكن ملائمة للفئات الأكثر حاجة في المجتمع السعودي، إضافة إلى القيام بالمشاريع الخيرية ذات العلاقة بالإسكان ليستفيد منها أبناء هذا الوطن العزيز. تعمل المؤسسة لتحقيق أهدافها من خلال العمل في محاور رئيسة تشمل: إنشاء وإدارة وصيانة المجمعات الإسكانية، توفير فرص النجاح لسكان المجمعات الإسكانية لتطوير أوضاعهم المعيشية والتعليمية والاجتماعية، تنمية موارد المؤسسة من خلال الحصول على الدعم والإسناد لنشاط المؤسسة، تفعيل دور المؤسسة وتحقيق أعلى معايير الجودة بترشيد الإنفاق ورفع مستوى الجودة في الأداء والإنجاز. ولأن السكن يعد اللبنة الأهم في تأمين مستقبل الأجيال المقبلة، ويلعب دورا محوريا في رفع المستوى المعيشي والمهني من خلال تحقيق الاستقرار الأسري، الذي يؤثر سلبا أو إيجابا في عوامل تكوين المجتمع الأخرى. مناطق التنمية التي نفذت فيها البرامج الإسكانية التابعة للمؤسسة تهدف أيضا للارتقاء بهذه التجمعات المجتمعية في مجالات العلم، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، والتحول من أسر معوزة إلى أسر منتجة مساهمة في تحقيق التنمية والاستقرار للمجتمع. قامت المؤسسة بتنفيذ عدد من المشاريع الإسكانية والتنموية الشاملة في أكثر من عشرة مواقع في عدد من المناطق بالمملكة. نتج عن هذه المشاريع تسليم 14 مشروعا تشمل 1844 وحدة سكنية، وجار العمل لاستكمال وتسليم 808 وحدات في ستة مشاريع. لم تكن هذه المؤسسة أو هذا المجال الوحيد الذي يرعاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله بل كانت جزءا من مجموعة الأعمال الخيرية والتنموية التي تهدف للمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة، وتقديم المساعدة المادية والمعنوية لمن يحتاج إليها، وهذا ديدن حكام هذه البلاد رعاهم الله فهم قادة في العمل التطوعي والمساهمة المجتمعية من أجل تحقيق الرفاه والتنمية للمجتمع.