مكة أون لاين - السعودية عندما يقول البعض مجازا أو جهلا إنه لا يكترث كثيرا للميزانية أو لارتفاع أو هبوط أسعار النفط لأنه لم ير أثر ذلك على حياته الشخصية فهو في الحقيقة لم يكلف نفسه مجرد عناء التفكير. فكلنا يعلم قطعا كيف عاش آباؤنا قبل الطفرة عندما كان النفط مجرد سلعة رخيصة، وكلنا يعلم يقينا كيف كانت البنية التحتية للبلد وكم عدد الجامعات والمستشفيات قبل الطفرة الثانية في عهد الملك عبدالله. عدد الجامعات إلى عهد قريب كان 7 جامعات فقط واليوم لدينا 25 جامعة حكومية وذلك بخلاف الأهلية. ما ينطبق على الجامعات ينطبق على المستشفيات. أيضا مدينة رئيسية مثل جدة لم يبن فيها كبري واحد أو يشق فيها نفق خلال أكثر من 20 عاما بينما اليوم لم أستطع الحصول على العدد الصحيح للكباري والأنفاق الجديدة أو التي قيد الإنشاء وذلك لكثرتها. منذ الثمانينات لم يتم بناء ملعب دولي بخلاف استاد الملك فهد بالرياض بينما اليوم لدينا استاد الملك عبدالله بجدة وهناك 12 ملعبا آخر اعتمدت ميزانيتها وسلمت لأرامكو للتنفيذ. مطار جدة الجديد شارف على الانتهاء وصالة جديدة لمطار الرياض في الوقت الذي أنجز فيه مطار المدينةالمنورة الجديد. عدد الوظائف الحكومية المدنية ارتفعت منذ العام 2004 بنحو 50% وذلك من 830,000 إلى 1,220,000 وظيفة بينما في معظم دول العالم انخفض عدد الوظائف الحكومية بشكل ملحوظ، ففي الولاياتالمتحدة على سبيل المثال انخفضت نسبة عدد الموظفين في القطاع العام لإجمالي السكان إلى 9% فقط وهو أدنى مستوى منذ 30 عاما، فقد انخفض عدد إجمالي موظفي القطاع العام بنسبة 5% تقريبا خلال آخر أربع سنوات من 23 مليونا إلى 21.8 مليون موظف. بالتأكيد استفاد المواطن من الوظائف ومن تحسن الخدمات والبنية التحتية ولكن من هم في مجال الأعمال كانوا أكثر استفادة لأن الإنفاق الحكومي السخي على مختلف المشاريع أنعش سوق المقاولات وأصحاب وكالات السيارات وشركات التوظيف والمكاتب الاستشارية وشركات التموين وأي قطاع رئيسي أو فرعي تتخيله. يعود الفضل في كل ذلك لسعر النفط المرتفع، بينما سعر النفط المنخفض سوف يؤدي لتعطل اقتصاد المملكة ودخوله في مرحلة ركود قد تؤدي لتوقف عجلة التنمية بشكل حقيقي. لست بصدد الدفاع عن سياستنا الاقتصادية وإنما أحببت أن أوضح أن مصيرنا مرتبط بالميزانية وبسعر برميل النفط بشكل جذري.