مال - السعودية أحرق نار اﻷلم ببرودة اﻷمل؛ وأشعل شمعة الحب لتضيء عتمة الطريق فلن تجد مفتاح السعادة الحقيقية إلا بمعرفة الطريق الصحيح؛ ولن تجد الطريق الصحيح إلا بالبحث والتأمل؛ وعجلة الحياة لن تدورإلا وفق نظام وقانون معين وكذلك الاقتصاد العالمي والنجاح الحقيقي ﻷي منظمة أو منشأة أو مشروع أو صفقة تجارية، فلن تبور في سياق التنظيم القانوني لصيانة الحقوق وحفظ الممتلكات الخاصة فالوعيالقانوني أول سبل النجاح. وهذا الكون لم ولن يسير إلا وفق نظام وقانون كوني معين، فإذا كان رب العزة والجلال جعل لكل الكائنات في هذا الكون قانون ونظام كوني يضبط تيارات الحياة الكونية المتداخلة وينظم أولوياتها كما قال تعالى في كتابه العظيم :}وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}. فكما جعل الله عز وجل نظام قانوني تشريعي عادل يحكم الكون فقد وضع قائمة من الأنظمة والقوانين التي تحكم العالم بأكمله سواء على الصعيد الكوني أو الحيواني أو البيئي وكذلك الإنساني وأي خلل في أحد هذه الأنظمة والقوانين يوجب العقوبة القاسية والرادعة من لدن حكيم خبير حيث يؤدي إلى انهيارات وكوارث كونية على الصعيد الفلكي وبالتالي انهيارات مأساوية على الصعيد العالمي وظلم وعداوة وبغضاء على الصعيد الإنساني ولذلك ذكر الله تقسيم الميراث في كتابه العظيم ونظم جميع شئون حياتنا . فكيف يمكن أن تنشأ الدول وتصان الحكومات وتنهض الحضارات وتزدهر المنشآت التجارية وتقوم النهضة الصناعية دون أسس وضوابط شرعية وقانونية وتنظيمية يزدهر من خلالها النظام الاقتصادي بشقيه الداخلي والخارجي لحفظ الحقوق وحماية الممتلكات وردع التلاعب وصون الاتفاقيات ؛ فقد أحترم الغرب هذا النظام وسنوا القوانين الوضعية لأنهم أدركوا حقيقة النجاح في هذا العالم. وبما أننا خير أمة أخرجت للناس فيجب أن نكون مطلعين على كافة الأنظمة والقوانين الاقتصادية لتنمية الوعي القانوني وفق الثقافة الحقوقية الإسلامية والأنظمة والقوانين المعمول بها في التجارة الدولية والاستثمار الأجنبي تحت ضوابط ومعايير داخلية وخارجية. ولنعلن حملة جديدة عبر صحيفة مال هدفها (لا للتحايل على القانون الاقتصادي ) وكما قال أحد الحكماء العرب (من خرق القانون لمنفعتك خرقه غداً لخراب بيتك) وكما قال جون لوك (غاية القانون ليس منع أو تقييد الحرية بل حفظها وتوسيعها). * @MonaALdossary1 ماجستير في التحكيم التجاري الدولي