اعلام - القاهرة عزيزي باسم يوسف تحية طيبة وبعد.. أكتب إليك رسالتي هذه وأنا أجلس على الكنبة "الركنة الأمريكاني" التي في منزلي، وأمامي مكتبة معلقة على الحائط كنت قد صممتها بشكل هندسي يجعلها تستوعب ثلاثمائة كتاب، وكان يقع تحت المكتبة تليفزيون "سامسونج 42 بوصة" قبل أن أحمله من مكانه وأضعه في الكرتونة التي كان بداخلها وقت شرائه، ثم طبعت صورة 42 بوصة ألتقطت لك وأنت في المسرح ولصقتها على الحائط في المكان الذي كان يوجد فيه التليفزيون تحت المكتبة. قبل أن تندهش مما أقول، سأجيب على تساؤلاتك، على مدار الستة أشهر الماضية شاهدت في هذا الجهاز المجنون أشياء عجيبة، لكني لم أتوقف عندها كثيرًا، فكما تعلم هذا هو "سلو" إعلامنا ومن منطلق المنطق يجب أن تتقبل إعلامك على عيبه، تقبلته على مضد وحاولت التعايش معه، ولكن فجأة بعد أن تراكمت الأشياء فوق بعضها وجدت نفسي أنقض على هذا الجهاز الملعون لأبعده عن متناول سمعي وبصري، وكانت القشة التي قسمت ظهر البعير هي أني سمعت أن اللواء "عبد العاطي كفته" سوف يخرج علينا قريبًا ليعلن عن نجاح جهاز "شوي الفيروس بدون فحم"، هذا طبعًا بعد مشاهدتي لعفاريت ريهام سعيد، وشواذ منى عراقي، وحلاقين إبراهيم عيسى، وتاكسيات أماني الخياط ،وهاتولي راجل، ووائل الإبراشي، وسلطة أحمد شوبير، وأرواح شادي محمد، ومؤامرات أحمد موسى، وتحليلات لميس الحديدي، ونعومة خيري رمضان، وأساطير عادل حمودة، وهز تامر أمين، وشتائم عمرو أديب، و"عكشنة" توفيق عكاشة، وهياج محمد الغيطي، و"زلبطة" يوسف الحسني.. اكتشفت أن كل هذه الأشياء التي تسبب الإصابة بالأمراض النفسية والعضوية من الممكن أن أتجنبها بنظرة لصورتك المعلقة على الحائط. اكتشفت أيضا أن الإعلاميين أصبحوا بلا رقيب بعد أن تركتهم يسعون في الشاشة جهلًا ورياءً وكذبًا، بعد أن توقف برنامجك الذي كان يعد "كرباج" خلف ظهر كل جاهل ومنافق وكاذب من هؤلاء، يخشى الوقوع في الخطيئة كي لا تجعله أضحوكة الملايين، ويبدو أنهم مستمرون في هذا إلى أن تعود كي نضبط الإيقاع الإعلامي الناشذ. متى تعود؟ هذا ليس سؤالي وحدي بل سؤال ملايين المصريين الذين يبحثون عمن ينتقم لهم من تجار الجهل الذين يعرضون بضاعتهم ليل نهار، المشكلة يا باسم أنك استطعت أن تضع برنامجك في قالب يصعب تقليده ولهذا لن نجد من يحل محلك، لذلك وجبت عليك العودة الأن.. أعلم أن عودتك عبر قناة مصرية مستحيلة، وتسجيل الحلقة في مصر أكثر استحالة، ولذلك عليك الذهاب لأي قناة عربية أو أوربية بعيدة عن قطر وتركيا، فكما تعلم، أنت في مصر متهم وخارجها متهم.. ودعك من هواجس الإتهامات التي ستلقى عليك بأنك تهاجم مصر من الخارج لأنها كانت تلقى عليك وانت في مصر، فأنت تعلم جيدًا أن نقد الإعلاميين ليس مهاجمة لمصر ونقد المسؤولين ليس محاربة لمصر، إن هي إلا عبارات أمنية ليس لها من الحقيقة عنوان.. فانقل مسرحك إلى مكان أخر تستطيع من خلاله أن تشفي غليل ملايين الغاضبين من التلوث السمعي والبصري الذي حتما سيسقط البعض فريسة لهؤلاء المرتزفة في الإعلام، فكما تعلم أن الثرثرة في الأذن أقوى من السحر. الرسالة لم تنتهي بعد.. الراسل مواطن بلغ من الغيظ عتيًا