مال - السعودية مع زيادة المشاكل المتعلقة بالأمور البيئية زاد اهتمام العالم بموضوع إعادة التدوير، فظهرت منظمات وهيئات تُحذر من خطر النفايات المنزلية و الصناعية حتى أصبح هذا الموضوع مصدر قلق بيئي رئيسي في معظم دول العالم. خطورة هذا الموضوع تكمن في الغازات السامة المنبعثة من هذه النفايات، إضافة إلى ذلك تعتبر النفايات البلاستيكية من أهم المشاكل التي أشغلت معظم الباحثين، فالمواد البلاستيكية غير قابلة للتحلل أي أنه لايمكن أن نتخلص منها بمجرد التعرض لأشعة الشمس أوالتآكل بفعل الحشرات أو الحيوانات أو حتى الذوبان في البحار والمحيطات. والأسوأ من ذلك أن هذه المواد البلاستيكية تبقى موجودة في الطبيعة لأكثر من 500 سنة حسب تقديرات العلماء والمختصين. في المملكة العربية السعودية لا توجد لدينا آلية لفصل النفايات، حاويات المهملات في بيوتنا وفي شوارعنا نلقي فيها كل شيء من طعام، مواد صلبة كالزجاج والبلاستيك والألمنيوم والورق والبطاريات وغيرها من المخلفات، فالافتقار إلى هذه الآلية أدى إلى انعدام الوعي لدى المواطنين، وحتى لو اكتسبنا جزء من المعرفة حول أهمية إعادة التدوير في المدارس والجامعات، لكن عدم تطبيقه في حياتنا اليومية يؤدي إلى تلاشي هذا الوعي تدريجياً حتى يختفي تماماً. ربما يتسائل البعض عن فائدة تدوير النفايات، بإمكاني أن اختصر الإجابة بالحديث عن تجربة دولة السويد التي تقوم سنوياً بمعالجة ما يزيد عن 2 مليون طن تقريباً من النفايات المنزلية وتحويلها إلى طاقة في محطات توليد الطاقة السويدية، حيث تؤمن احتياجات التدفئة ل 810 ألف منزل، والطاقة الكهربائية تغطي إحتياجات 250 ألف منزل وبذلك تكون الدولة قد استغلت جزء كبير من نفاياتها في توليد الطاقة لدرجة أن الدولة أصبحت تعاني من عدم توفر كمية كافية من النفايات فبدأت بشراء حوالي 700 ألف طن من نفايات دول أخرى.. والآن تعتبر السويد من الدول الرائدة عالمياً في مجال تحويل النفايات إلى طاقة. أخيراً.. من الأمور المحزنة أن المملكة العربية السعودية متأخرة جداً في مجال تدوير النفايات رغم أنها في مقدمة الدول المنتجة للنفايات عالمياً، فنحن لا نملك النفط في الأرض والشمس في السماء فقط ولكن نملك أيضاً كميات كبيرة من النفايات بإمكاننا أن نحولها إلى مورد اقتصادي. لذلك تحتاج المملكة العربية السعودية إلى خطة استراتيجية فعالة لإدارة النفايات والحد من أخطارها للمحافظة على صحة الإنسان وسلامته والأهم من ذلك المحافظة على البيئة والموارد الطبيعية. التجارب موجودة من سنين في كثير من الدول الأوروبية، لا نحتاج إلى دراسات وبحوث جديدة، نحتاج فقط إلى نسخ ولصق!. *باحثة دكتوراه في أمن الطاقة Sam_Tardi@