عبدالله المزهر مكة أون لاين - السعودية الشيء الذي تتشابه فيه مشاكلنا أنها تتوالد وتتكاثر وتُنتج مشاكل أخرى، دون أن تموت المشكلة الأولى. جميع المشاكل التي نسمع أو نقرأ عنها أو نعيش فصولها بأنفسنا يجمعها هذا الرابط المقدس، وإن حدثت استثناءات وسمعنا عن مشكلة تم حلها دون تبعات وانتهت فإنها تكون استثناءات شاذة وغريبة وتتحول إلى قصص تشبه الأساطير، نتحدث بها في مجالسنا لسنوات طوال! المشكلة البكر التي تكون باكورة مواليد أي مشكلة أخرى هي أنه لا أحد يفكر في الحل. يتجه كل منا غالبا إلى توظيف المشكلة بما يخدم أفكاره وأيدلوجيته، ويجعل خصمه »الفكري« هو سبب هذه المشكلة.. خذوا مثلا.. حوادث المعلمات، اقرؤوا ما يدور حولها، فريق يقول إن عدم السماح للمرأة للقيادة هو السبب، وكأن الرجال الذين يسوقون لا تأتيهم الحوادث لا من بين أيديهم ولا من خلفهم، وفريق يقول إن خروج المرأة هو سبب الحوادث، فلو لم تخرج من بيتها لكانت حية ترزق ولكن خصمه هو من أخرجها لتلقى حتفها.. وهلم، جدل لا ينتهي ولا يتجه مباشرة إلى المشكلة نفسها، من النادر أن تجد من يقول إن السبب مثلا هو أنه لا توجد وسائل نقل عامة تحترم آدمية البشر أو أن الطرقات سيئة وغير آمنة وفيها من الفساد أكثر مما فيها من الاسفلت، وأن المرور وأمن الطرق يعتقدان أن مهمتهما أن يأتيا بعد أن يموت الناس، وليس حماية الناس! لن تسمع كثيرا من يقول إن هذه الطرق والانفلات الذي تشهده يقتل المعلمات والمعلمين والطلاب والطالبات والرعاة والسباكين والموظفين والعاطلين وكل الكائنات التي تسلكها دون تمييز ولا عنصرية! لن نسمع مثل هذا كثيرا لأن غالبية أصحاب الأصوات المرتفعة يريدون أن يستخدموا كل مشكلة في خلق مشكلة لأحد ما، وقلة من يفكر فعلا في المشكلة ذاتها ناهيك عن حلها!