عكاظ - السعودية كل القرارات عندنا مهما كانت ملحة وعاجلة، فإنها تأخذ وقتا طويلا من الدراسة والمشاورات وتشكيل اللجان والعقد البيروقراطية المتواصلة، باستثناء القرارات التي تتعلق بمنتخبنا، حيث تظهر القرارات الارتجالية وإقصاء المدربين وتغيير اللاعبين في دقائق معدودة، وأعتقد أن ما يحتاجه منتخبنا اليوم هو القليل من (الركادة) والكثير من البيروقراطية والروتين الممل؛ كي لا تضيع الطاسة الخضراء كما يحدث في كل مرة؛ لذلك أقترح نقل مرجعية الأخضر من اتحاد الكرة ورعاية الشباب إلى إحدى الوزارات التي لا تفعل شيئا؛ مثل وزارة الإسكان كي يكون هناك وقت للتفكير في أسباب الفوز أو الخسارة.. فقد تعبنا من سياسة (يا ولد شيل هذا.. حط ذاك)!. لا شك أن نتيجة نهائي كأس الخليج كانت محبطة لعشاق الأخضر، ولكن مركز الوصيف ليس سيئا إذا ما تمت مقارنته مع نتائج الأخضر في كأس الخليج التي سبقتها، وكذلك الحال مع نتائج الأخضر في كأس آسيا الماضية وتصفيات كأس العالم الماضية، والتي كانت سلسلة من المهازل الكروية التي لم يشهد منتخبنا لها مثيلا منذ سنوات بعيدة، وصحيح أن مدرب منتخبنا سقط أمام تكتيك مدرب العنابي، إلا أن هذا ليس سببا كافيا لأقالته والتعاقد مع مدرب جديد، فقد تعبنا وتعب العالم كله معنا بسبب كثرة تغييرنا للمدربين، حيث لا يخفى على أحد أن المنتخب السعودي صاحب الرقم القياسي في تغيير المدربين حتى أصبحنا أضحوكة كروية عالمية، إذ طارت أموالنا، وتراجعت نتائج منتخبنا، وأصبح أغلب المدربين العالميين يرفضون التعاقد مع منتخبنا، وإذا قبل أحدهم (لأنه لم يجد عملا آخر) فإنه يضع شرطا جزائيا عاليا؛ لأنه متأكد قبل التوقيع بأن هذا العقد سوف يلغى قبل أن تكتمل مدته. لقد قال مدرب منتخب البحرين العراقي عدنان حمد (والذي تمت إقالته بسبب انتقال العدوى إلى البحرين) كلمة مهمة قبل لقاء فريقه مع الأخضر، حيث أكد أن المنتخب السعودي دائما قوي، ولكنه (في السنوات الأخيرة فقد هويته)، وهذا هو الوصف الدقيق لحال الأخضر منذ سنوات، فالمشكلة الأساسية في الفريق لا تتعلق بقوة وضعف عناصره، بل في كونه فريقا بلا هوية بسبب كثرة تغيير المدربين، وبسبب كثرة من يتدخلون في شؤون الفريق (من تحت لتحت) رغم أنهم لا يحملون أي صفة تبيح مثل هذا التدخل، ولكنهم للأسف الشديد يضعون مصلحة ناديهم المفضل فوق مصلحة الوطن، بعد شهرين سيلعب المنتخب في كأس آسيا، وهو الذي كان ولا يزال (رغم الجراح) بطلها الهمام وسيد مبارياتها النهائية، وإن عدنا لسياساتنا المتخبطة، فإننا بالتأكيد سوف نخرج من البطولة بطريقة مخزية كما حدث في النسخة السابقة!.. لذلك (اهجدوا) قليلا!.