مال الاقتصادية السعودية بعد الانخفاضات المتتالية لمؤشر سوق الاسهم السعودي والتي فقد من خلالها قرابة 2000 نقطة من اعلى مستوى سجله عند 11,160 نقطة ، بدأ اليأس والافراط في التشاؤم يخيم على اغلب المتداولين في السوق ، حتى باتت توقعاتهم تشير الى مزيد من الانخفاض وزيارة مستويات جديدة هبوطا . وفي اقل من اسبوعين تبخرت جميع الاخبار والاحداث الايجابية وتأثرت العاطفة بشكل سلبي باللون الاحمر . وقد رأيت انه من المناسب في هذه الفترة البحث والحديث عن اهم المحفزات او المعطيات التي من المتوقع ان يكون لها تأثير ايجابي على السوق في الفترة القادمة وسردها بوضوح بعيدا عن الهالة التي صنعتها الجهات الاعلامية من حالة عدم التأكد ومداولة الاعتقاد باستمرار هبوط اسعار النفط . لا شك ان الاعلان عن توسع في التيسير الكمي والذي اعلنه البنك المركزي الياباني بتوسيع حجم مشترياته من السندات الحكومية الى ما يقارب 727 مليار دولار سنويا ، ولمدة تصل الى 7 10 سنوات سيعطي تحفيز للاقتصاد الياباني وهو تحرك وقائي للتصدي لمخاطر التباطؤ في التصخم . بالاضافة الى قرار تأجيل تنفيذ الزيادة الضريبية لمدة 18 شهر والذي اتخذه رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي . يرتبط بالعامل السابق قرار خفض الفائدة في الصين ، وهو اول خفض منذ اكثر من عامين يهدف الى تحفيز الاقتصاد الصيني . ماذا يعني ذلك ؟؟ ان تحفيز هذه الاقتصاديات في شرق آسيا يعتبر عامل مهم يدعو الى التفاؤل لما له من الاثر على السوق السعودي ، حيث ان ذلك سيعقبه ارتفاع الطلب على النفط والمنتجات البتروكيماوية . خصوصا اذا علمنا ان جزء كبير من ايردات شركات البتروكيماويات هي من السوق الاسيوي. فعلى سبيل المثال 33% و 44 % من ايرادات شركة سابك وينساب على التوالي هي من آسيا . العامل الثالث يأتي لنا من الاتحاد الاوروبي وذلك بعد تصريحات ماريو دراجي رئيس البنك المركزي الاوروبي بان البنك لديه استعداد للتوسع في حجم التيسير الكمي وان هناك مجموعة من السياسات التي من شأنها تحقيق النمو واعادة التضخم الى مساره السليم، بالاضافة الى قرار البنك بالابقاء على اسعار الفائدة على الاقراض دون تغير عند 0.05%. كل ذلك من شأنه ان يجدد النشاط الاقتصادي الاوروبي ويخرجه من المخاطر الانكماشية المحيطة به . اسعار النفط واجتماع اوبك في فيننا والذي سيعقد اليوم الخميس هو رابع واهم العوامل التي ستدعم توجه السوق خلال الفترة القادمة خصوصا اذا تم الاتفاق على خفض الانتاج على اقل تقدير من مليون الى مليون ونصف برميل يوميا ، وهو ما يمثل الفائض عن مستوى الطلب العالمي والذي يتوقع عنده ان يتحقق الاستقرار في الاسعار . وقد صرح وزير البترول السعودي مؤخرا ان هناك ثقة كبيرة بان تتبنى اوبك موقفا موحدا لدعم اسعار النفط واستقرارها. خامس هذه المؤثرات هو استمرار النمو للاقتصاد العالمي بشكل جيد رغم خفض التوقعات . في اخر تقرير لصندوق النقد الدولي ابدى فيه تفاؤلا للنمو في العام 2015 م بنسبة 3.8% مقارنة بالنمو في العام الحالي 2014م عند 3.3% . ومن نمو الاقتصاد العالمي الى نمو نتائج اعمال الشركات المدرجة في السوق السعودي، والتي لاتزال في مرحلة النمو والتوسع في اعمال الكثير من الشركات . حيث حققت التسعة اشهر الاولى من العام الحالي نمو ب 15 % مقارنة بالعام السابق. اخر هذه المحفزات في هذا المقال والتي ستدعم اتجاه سوق الاسهم السعودي هو ما سيتم الاعلان عنه في النصف الاول من العام القادم 2015 م وهو قاب قوسين او ادنى من فتح السوق لاستثمار المؤسسات المالية والصناديق الاجنبية . وقد اجمع المحللين على ان قطاع البتروكيماويات سيكون عامل الجذب الاول للاستثمارات الاجنبية لما للمملكة العربية السعودية من ثقل في قطاع النفط وفي صناعة البتروكيماويات . كما سبق فقد تعددت العوامل والمحفزات التي ستجبر مؤشر سوق الاسهم السعودي في الفترة القادمة الى مواكبة المؤشرات العالمية في الارتفاع . حتى وان طال الليل فالفجر قادم لا محالة . MESQ808@