مكة أون لاين - السعودية كل أبناء وبنات الوطن الشرفاء بادروا إلى استنكار ورفض جريمة قرية الدالوة بالأحساء، فالجميع يدرك أن الإرهاب يستهدف أمنهم واستقرار وطنهم جميعا، وهو أن اختار اليوم مناسبة دينية عزيزة لإخواننا الشيعة، فإنه لم يتردد سابقا ولن يتردد مستقبلا في استغلال مناسبات وتجمعات لأي فئة من أبناء الوطن. وقد كان موقف هيئة كبار العلماء وبيانها جميلا ومشرفا، أما جهود رجال الأمن، وسرعتهم في ملاحقة الجناة سواء في المنطقة الشرقية أو في مواقع أخرى فهي غير مستغربة، وهي منسجمة مع النجاحات المتوالية التي حققوها ويحققونها منذ أن ابتليت بلادنا بهذه الشراذم من الإرهابيين القتلة. ومع كل هذه المشاعر والجهود الوطنية والرسمية، إلا أنها وحدها لا تكفي، فلا الاستنكار والشجب والتعاطف، ستنتج مقاومة فعلية لجذور الإرهاب ومحاضنه، ولا البيانات والخطب ستحقق ذلك، ولا حتى جهود الأمن وحدها ستحقق النتيجة المرجوة. لا بد من تطبيق صارم لما صدر من أنظمة لمكافحة الإرهاب وكبح جماح المحرضين عليه، بأي صورة من الصور، وتشريع أنظمة صارمة لتجريم الطائفية والعنصرية قولا أو فعلا أو إيحاء، وتطبيقها بحزم وقوة، فهناك تأجيج طائفي مقيت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبعض الخطب المنبرية، ودروس ومواعظ من نسميهم دعاة، وهناك سفهاء من الطائفتين الكريمتين الشيعة والسنة، يتطاولون ويتنابزون، ويؤججون الخلافات، ويستنبتون العداوات والشقاقات، التي لم نكن نعرفها أو نسمع بها قبل أكثر من ثلاثة عقود، فمنذ عشرات العقود، والسنة والشيعة في الشرقية ونجران والمدينة المنورة، في تعايش وتآلف وتعاون وتواصل، ومحبة وحب، ولم نعرف هذه النغمات النشاز إلا في وقت متأخر، وأقول نشازا، وخطيرة جدا لأن هدفها شق اللحمة الوطنية، وتأجيج الفتنة، وتفتيت الوطن، وما لم يقف الوطن شعبيا ورسميا وقانونيا ضد هذه الدعوات والأصوات المنكرة، فإننا نسير نحو الهاوية..حمى الله وطننا وأدام عليه نعمة الأمن والاستقرار، والألفة والوئام.