التحرير - القاهرة ماذا لو كان طارق نور قد أنتج برنامج «الراقصة» بالشراكة مع قناة لبنانية، على أن يتم عرض الحلقات بالتزامن، أو انفردت قناة لبنانية بإنتاج البرنامج بنفس تفاصيله منذ البداية؟ ساعتها لم يكن لأحد أن يمنع وصول «الراقصة» للبيوت المصرية، تماما كما كان يحدث مع برامج اكتشاف المواهب بداية من «ستار أكاديمى» وصولا إلى «محبوب العرب» قبل أن تتشارك القنوات المصرية مع اللبنانية وتبث كل هذه البرامج فى نفس التوقيت. لو حدث هذا لكان الغاضبون أصحاب البلاغات والتصريحات سيلعنون «نايل سات» وستردّ عليهم الإدارة بأنها لا يمكنها منع بث قناة غير مصرية على القمر الصناعى المصرى ما دامت لم تخالف القوانين، ولا يوجد فى القانون ما يُجرّم تقديم برنامج عن الرقص، والحل الأبسط من ذلك لأى قناة قد يلفظها «نايل سات» هو اللجوء إلى القمر الفرنسى «يوتيلسات» الذى نلتقط قنواته فى مصر، كما فعلت «الجزيرة مباشر- مصر» و«رابعة»، ساعتها يجب على المتشنجين تقديم بلاغاتهم للنائب العام فى باريس! المنع الجبرى زمنه انتهى، ولا يستفيد منه سوى الراغبين فى إلهاء الناس عن قضاياهم الأساسية، استفاد منه أيضا طارق نور الذى أوقف البرنامج للمرة الثانية بدعوى الظروف التى تمر بها مصر، وعندما يعود لبثه مجددًا ستكون كل الاعتراضات قد تلاشت وانشغل أصحابها بقضية أخرى، ما زلنا لا نعرف كيف نتعامل مع القضايا المثيرة للجدل، ولا تزال سوق الفضائيات فى مصر مولدًا له أصحاب كثيرون، لا توجد جهة معينة يمكن الرجوع إليها لتكون هى الحكم الأول والأخير فى ما يُبث على الفضائيات، وذلك بدلاً من المعارك الوهمية التى -ودون أى دهشة- يتصدى لها فى الأغلب طبال من إياهم، سواء كان محاميا محترفا تقديم بلاغات، أم داعية يتذكر أنه حامٍ للأخلاق وقت الحاجة، أم إعلاميا مهتما بصورة الحريص على قيم المصريين. برنامج «الراقصة» سيُعرض عاجلا أو آجلا، وكلما زاد الهجوم عليه زادت لهفة انتظار الجمهور لرؤية تلميذات دينا، حتى هذا الجمهور الذى يقول إنه رافض للفكرة من الأساس، قوة الرفض الحقيقية لأى منتج فنى يجب أن تنبع من الناس، أن يرفضوا ما يعرض ويعاقبوا صناعه بالتجاهل، أى شىء غير ذلك لا يفيد إلا الراقصة وطبعًا.. الطبال.