مكة أون لاين - السعودية جدل غير بيزنطي امتد لأكثر من ساعة مع أحد الأصدقاء، حول نظام التعطل عن العمل «ساند»، وأحقية المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية باقتطاع ما نسبته 1 % من راتب الموظف لتمويل هذا البرنامج. تحدثت مطولا عن أهمية «ساند» على المدى البعيد، وتحديدا عندما يتعرض الموظف للفصل من عمله، فبدلا من إهدار ماء وجهه، كما يقال شعبيا، على الأصدقاء أو الأقارب للاستدانة منهم، فإن البرنامج يتكفل بذلك حتى يحصل على عمل آخر، بعد تلقيه التدريب اللازم. وظللت أتغنى بمزايا «ساند» وأدافع عنه باعتبار أن المبلغ المستقطع من الموظف لن يزيد عن 50 ريالا لمن راتبه 5000 ريال، وأقل من ذلك لأصحاب الدخول المتدنية، ولن يتجاوز ال450 ريالا لمن يتقاضى 45000 المسجلة كأعلى شريحة معتمدة للدخل الشهري لدى مؤسسة التأمينات. هنا ارتفع صوت صديقي وقال: «هو الراتب كم 50 ريال فيه؟». للحظة لم أستوعب ما قاله، فسألته ماذا تعني؟ فقال: أنا راتبي 5000 ريال، يخصم منه 1500 ريال إيجار سكن، و1800 ريال قسط سيارة، و750 بنك التسليف، و140 ريالا قيمة اشتراك في باقة حلا للجوال، و200 ريال كهرباء وماء، كونه يسكن في حي لم تصله المياه بعد، وال610 ريالات الباقية موزعة على بنزين وزيت السيارة، ومستلزمات البيت الغذائية والاستهلاكية، يضاف لها قيمة التحمل الخاصة بالتأمين الطبي عند علاجه أو أحد أفراد أسرته في المستشفى. ويتابع: «عندما أحلم، كأحد الكائنات الحية التي تسير على الأرض، وأقرر أن آخذ زوجتي للنزهة، فإنها لن تتعدى الجلوس على الكورنيش إن وجدت مكانا، أو في بيت أحد الأقارب، لأني لا أملك رفاهية دعوتها للعشاء في مطعم. ولولا الدفع الرباعي الذي تحصل عليه زوجتي من والدها، فإن «التونة» التي نعيش عليها نصف الشهر لن نجدها أيضا». ويختتم حديثه بالقول: «عندما تريد بعد هذه الحسبة خصم 50 ريالا لدعم «ساند» فإنك لن تسمع مني سوى هذه المقولة، قد يكون هذا الخصم مقبولا لأصحاب الدخول العالية، ولكن نحن المستضعفون في الأرض ال10 ريالات لها قيمتها وواجهتها». عندها أدركت أن معركتي معه خاسرة لا محالة، فلم أجد من حيلة سوى تحويل دفة الحديث إلى مباراة الاتحاد والفتح في دوري عبداللطيف جميل وأحقية فريقه بالفوز في المباراة.