الجزيرة - السعودية منذ مدة قصيرة تعرضت ثلاث سيدات خليجيات لاعتداء بشع بالضرب بمطرقة على رؤوسهن في أحد فنادق لندن مما استدعى دخولهن للعناية المركزة، وكان الدافع وراء ذلك هو السرقة! وبعدها تعرض رجل وزوجته يقيمان في شقة لاعتداء آخر في ذات المدينة وكانت البواعث نفسها! تلك الحوادث التي تحصل في مدينة يقصدها السياح العرب وأسبابها واحدة تشير إلى وجود ما يدعو اللصوص للاعتداء على ضحاياهم بطرق بشعة مثل استخدام المطارق والسكاكين وغيرها من الأسلحة. والحق أن ما يدفع المجرمون لذلك حالة البذخ التي يظهر بها السياح الخليجيون سواء كان بالمبالغة بلبس السيدات الذهب أو بارتياد المحلات الراقية والتسوق بشراهة وحمل الأكياس المحتوية على أفخر الماركات، فضلا عن تداول البعض للنقود الكثيرة والعملات الورقية واستخدامها بدلا من بطاقات الائتمان، وربما ينسى الخليجي أن ما يتمتع به من أمن في بلاده قد لا يتوفر في البلاد الأخرى! ولذا ينبغي تنظيم عمليات الشراء حتى لا يسترعي نظر الآخرين فيطمعون بهم، كما يجب التعرف على ثقافة البلد التي سيزورونها، ومعرفة الأحياء الآمنة وتجنب الخطرة. وما يؤسف له استعراض بعض الشباب بالسيارات الفخمة التي أصبحت تشكل ظاهرة سنوية ينتظرها البريطانيون لمشاهدة أحدث موديلات السيارات وأفخرها والتي تتميز بلوحات أرقامها تابعة لدول الخليج. وصار من المعتاد أن يتوقف المارة لالتقاط صور لهم مع تلك السيارات التي قد لا يراها المواطن العادي لمرة ثانية في حياته! وعادة ينزل الأثرياء العرب في أفخم الفنادق مما يتسبب بأزمة في مواقف السيارات ويشتكي جيران تلك الفنادق من أزمة إيجاد مواقف لسياراتهم. إن تلك التصرفات الصبيانية التي يمارسها الخليجيون رجالا ونساء تعطي انطباعا سيئا عنهم وتوحي بأن بعض العرب فوضويون فاحشو الثراء، باذخون، غير مكترثين بالمال فهم يصرفونه بلا حساب! وبهذا يكونون مستهدفين من اللصوص وشبكات العصابات والمجرمين الذين يتواجدون في كل مكان وليس في لندن فقط. وهذا لا يعني التحذير من السفر إلى لندن أو أية دولة في العالم بقصد السياحة والترفيه طالما يملك المرء المال الكافي والتعامل الحسن مع شعوب تلك البلدان؛ ولكن يحسن أخذ الاحتياطات اللازمة والتحلي بالأخلاق الفاضلة، فكل مواطن هو سفير لبلده حتى ولو كان سائحا. ندعو الله بعودة السائحين لبلادهم سالمين وهم بأمن وعافية وراحة بال. [email protected] Twitter @rogaia_hwoiriny