مكة أون لاين - السعودية هذه الأيام من كل عام هي موسم التزاوج لدى الكائنات السعودية، يكون الذكر قد انتهى من عملية اختيار الأنثى الملائمة له، أو بمعنى أكثر دقة يكون تم الاختيار من قبل آخرين غيره، فهذا الكائن غير متعود على اختيار أي شيء، هو مرفه إلى درجة أنه لا يختار زوجته ولا وظيفته ولا طريقة حياته ولا من يمثله في أي أمر من أمور الحياة.. ولا أريد أن أذهب بعيداً فيفهم من كلامي أني ألمح مثلا إلى انتخابات مجالس أو أي أشياء أخرى من هذا القبيل لا سمح الله! ولعلي أتحدث عن الزواج فقط وحفلات الزواج، وكلمة «حفلات» هنا تأتي من باب التعود فقط، وإلا فإنها في حقيقة الأمر زائدة لا لزوم ولا وجود لها، والطريقة التي يبدأ بها الكائن السعودي زواجه هي الطريقة المثالية، والتي تعبر فعلا عن حقيقة الزواج وتعطي تصورا عما سيحدث له في قادم الأيام، فالذي يحدث هو أنه يدفع الكثير من الأموال التي يستدينها، ليجتمع أكبر عدد ممكن من الرجال في مكان واحد لا يتحدثون مع بعضهم بعضا، ويبدون في حالة كئيبة كأن على رؤوسهم الطير، وفي الجوار يجتمع عدد مماثل من النسوة يغنين ويرقصن ثم ينصرفن لتشتم كل واحدة منهن الأخرى، وهذه الأحداث في «حفلة» الزواج هي صورة مكبرة عن الحياة الزوجية، مصاريف ونكد وشتائم نسوية.. وعلى أي حال.. أبارك لكل المتزوجين، فهذا فخ لا ينجو منه أحد!