مكة أن لاين - السعودية زوجان أمضيا 35 عاما، في ثبات ونبات، وأنجبا ثمانية أولاد، وفجأة ظهرت امرأة عجوز عمرها فوق الثمانين، كانت غائبة طيلة عقود كثيرة، وما إن رأت الزوجين الهانئين في عشهما حتى صعقتهما بخبر لم يكن في الحسبان: أنتما أخوان من الرضاع فكيف تزوجتما؟ أنا من أرضعتكما خمس رضعات مشبعات لكل منكما، وربما أكثر فلم أعد أتذكر. انقلب كيان الأسرة وفرق القاضي بين الزوجين (الأخوين من الرضاع)، ولا اعتراض على حكم القضاء، والأمر انتهى. لكن هناك أسئلة بالتأكيد تم طرحها، حتى وإن لم تعلن، لكني لا أجد بأسا في طرحها، لأن أمر التفريق بين الأزواج بسبب الرضاعة بعد زواجهم بعقود تكرر كثيرا، وفي كل مرة تكون بطولة التفريق لعجوز تظهر فجأة، وتشهد أنها أرضعت الزوجين، فينتهي أمرهما إلى التفريق، هذه الأسئلة تبدأ من عند العجوز (المرضع) وتنتهي إليها، وأولها أين أرضعتهما؟ أقصد هل كان ذلك سراً، أم علنا أمام أمهاتهما وآبائهما ونساء الجيران والأقارب؟ الأرجح أنه علنا والأرجح - أيضاً - أن هذين الرضيعين أولاد أقارب أو جيران في قرية واحدة، أو حي واحد، ودعونا نستبعد أن هذه العجوز كانت ترضع الطفل في بلد، وترضع الطفلة التي تزوجها فيما بعد في بلد آخر، وطالما أن الأمر كذلك فكيف لم يتنبه وينبه أحد من الآباء أو الأمهات أو الأقارب والجيران إلى أن فلانا وفلانة أخوان من ثدي تلك المرأة المدرار، فيحول دون زواجهما، أليس هذا هو المنطق والممكن والمعقول؟ دعونا الآن من كل هذا، وتصوروا حال الشباب والشابات الثمانية الذين فجأة وجدوا أباهم وأمهم أخوين، ما هو حجم الصدمة النفسية وكيف يمكن امتصاصها ومعالجتها؟ وما هو حال هذه المرأة التي أصبحت أخت زوجها، وكيف تتعامل معه؟ أما الرجل فلا أدري هل صدمه الخبر، أم فرح به؟ الله أعلم.