الراي - الكويت أنغمس «عميقاً» في عالمي الخاص المشحون بمسائل الفكر والعقيدة ورصد التحولات الثقافية ذات العلاقة بالهوية العامة والاستلاب الحضاري فأنشغل بها عن متابعة تفاصيل أحداث السياسة العربية!! ثم ما تلبث تأتي أخبار الناس وحديثهم بالمستجدات (وما أكثرها) فأجد نفسي مُرغماً مُقحماً لارتشاف «قدح» من قهوة واقعنا العربي «المُر»!! شُغلتُ في الأيام الأخيرة كما شُغِلت كل وسائل الإعلام بتطورات المشهد العسكري والسياسي في ليبيا وكان من أكثر «و«أعجب» ما لفت نظري وأنا «أعزف» بأناملي على أزرار «الريموت كنترول» أقلب به بين الفضائيات، ذلك التناغم والتطابق في الخطاب التحليلي التحريضي (الانقلابي) بين قنوات (المشير) و(الحفتير)!! ومعهما بالطبع جوقة من المحطات (العربية)!! المؤدلجة المحتقنة بعدائها وخصامها النكد مع ما أسموه بظاهرة الربيع العربي. لم يتوقف استغرابي عند هذا الحد، وانما الأكثر دهشة ومفارقة في الاستماع الى هذه السمفونية الإعلامية الإخبارية الواحدة، هو انضمام العازف السوري والعراقي و(الإيراني)! لها، لنجد قنوات مثل سما، الميادين، المنار، الاتجاه، العالم... تغرد وللمرة الأولى مع فرقة الإعلام العربي (الرسمي)!! فما الذي حدث ياناس؟!!! في السابق القريب... كنا نسمع على الدوام ترديد عبارة وجود معسكرين في الوطن العربي (المقاومة) و(الاعتدال)!! ومع تحفظي الشخصي على التصنيف السابق، إلا اني بتُ اليوم أكثر قناعة ومن أي وقت مضى ببداية تشكل فرزٍ واقعيٍ جديدٍ لحالنا العربي والإقليمي، عنوانه وفق ظني الاصطفاف لناحية (العداء) أو (التأييد) لكل ما أدى وقاد الى الانفجار (الشعبي) الكبير في ربيع العام 2011 وصعود نجم تيار الإسلام السياسي، بل وتمكنه من تصدر مشهد القيادة والحُكم في بعض البلاد. فيا ترى: ما هي تداعيات الاصطفاف الجديد على حاضر ومستقبل الأمة والأجيال؟ ! mh_awadi@