الوطن - القاهرة إذا أردت أن تعرف تأثير عمل الاستخبارات على براعة أداء المشير عبدالفتاح السيسى «أرجوك» شاهد الجزء الثانى من حواره مع الأستاذة لميس الحديدى والأستاذ إبراهيم عيسى. كل من «لميس» و«عيسى» لن تنقصه الخبرة أو الجرأة أو الاقتدار فى طرح الأسئلة العامة ثم تخصيصها فى اتجاهات محددة ثم تضييق الدائرة رويداً رويداً حتى تتم محاصرة الضيف. استخدم إبراهيم عيسى أسلوب المفاجأة والمواجهة فى أسئلة جريئة، بينما حرصت «لميس» بخبرتها كابنة مخلصة لمدرسة السعى وراء الخبر إلى محاولة الكشف عن المستور فى معلومات «المشير»، إلى حد أنها لجأت إلى تكرار السؤال بنفس الصيغة على ضيفها بهدف إحراجه. ولكن.. هيهات أن يسيح جبل الثلج أو يشعر «السيسى» بالإحراج أو أن تفلت منه عبارة واحدة تحت المدفعية المشتركة من «لميس» وإبراهيم عيسى. حينما حاصره إبراهيم عيسى حول اعتزازه بالمؤسسة العسكرية لم يلتف ولم ينكر، وقال بلهجة تحمل كل فخر إن ذلك كان موقفه، وسوف يستمر. وحينما قامت «لميس» بتكرار السؤال حول تطورات صفقة السلاح الأخيرة مع روسيا، فى أول مرة تجاهل السؤال، وفى المرة الثانية أكد أن المعاملات فى التسليح مع روسيا لم تتوقف منذ السبعينات، وحينما عادت «لميس»، بكل إصرار، إلى تكرار كلمة «والتسليح»، رد المشير «أى تسليح؟»، وكأنه لم يسمع بالموضوع! لجأ إبراهيم عيسى إلى آخر تكتيكات الحوار، وهى محاولة الاستفزاز للخروج بإجابات كاشفة، لكن «السيسى» أجاب عليه بجرأة وشدة، لكنه لم يفقد إدارته الكاملة لكل حروفه وكلماته وأفكاره. كل إجابات «السيسى» كانت منضبطة تحت كامل السيطرة العقلية والانفعالية له. الأمر الكاشف فى هذا الحوار هو أن الرجل لديه نسبة عالية للغاية من الثبات الانفعالى، لا ينكسر أو يهتز تحت وابل الأسئلة، لا يتراجع عن أفكاره إذا كان مؤمناً بها، ولا يتحرج من حصار أى أسئلة فيصرح بما لا يريد. الأمر الكاشف أن عبدالفتاح السيسى سوف يقول، وسوف يفعل ما يريد، فى الوقت الذى يريد، وبالطريقة المناسبة له. وحينما ألقى إبراهيم عيسى بسؤاله الأخير عن هوية «السيسى» الكروية «أهلاوى» أم «زملكاوى» أم أندية الجيش؟ كانت إجابة «السيسى» العبقرية: مع مصر!! حقاً إنه ثعلب!!