مكة - السعودية ثلاث سنوات وبضعة أشهر منذ أن أعلن عن إنشاء هيئة مكافحة الفساد، والحقيقة أنها كانت ثلاث سنوات مليئة بالمواعظ والحكم والعبارات الجميلة، وتمكنت بجهود عظيمة وفي وقت قصير من إنشاء حساب على تويتر رغم ما يعترض مثل هذا العمل من عقبات كثيرة، ليس أقلها أن تحصل على بريد إلكتروني ثم تبدأ رحلة البحث عن اسم مستخدم مناسب، ثم تبدأ رحلة لا تقل صعوبة هي رحلة الترويج للحساب للبحث عن متابعين تستهويهم العبارات والمواعظ الجميلة، وهذه أمور نعلم جميعاً عقبات مدى صعوبتها وحاجتها لإدارة قوية ومتمرسة، وأجد نفسي مجبرا على الوقوف احتراما وتقديراً وإجلالا لهذا المنجز العظيم. ولا شك أن مواعظ الهيئة الموقرة عن فضيلة الأمانة، وأن الفاسد شخص سيئ والفساد شيء غير جميل أثرت في الكثيرين، صحيح أن تركيز الهيئة في هذه المرحلة انصب على نصح الذين يستخدمون الأقلام والدباسات والأوراق التي تعود ملكيتها للدولة، لكنها مرحلة مهمة ونتوقع أن تنتقل بعد نهاية العقد الأول من وجودها إلى الحديث عن استخدام الهواتف الخاصة بالعمل في الأمور الخاصة، وهي خطوة جبارة وجريئة ننتظرها بفارغ الأمل. وأتمنى ألا تلتفت الهيئة لبعض المغرضين الذين يقولون إن وجود هيئة لمكافحة الفساد بميزانية ضخمة وموظفين ومبان وإدارات تقتصر مهمتها على بعض المواعظ والحكم هو نوع من أنواع الهدر، ولا إلى أولئك المرجفين الذين يقولون إن هيئة مكافحة الفساد ليست أكثر من وزارة للشؤون الإسلامية لكن بدون لحية!