الوطن - السعودية كلما ركبت سيارة ليموزين في الرياض أو جدة، تذكرت "نكتة سوداء" تقول: "ركب أحد الساخرين مع سائق تاكسي.. فوجد رائحة السيارة لا تحتمل.. رائحة خانقة وقذرة ومتعفنة.. فالتفت للسائق قائلا: "سيارتك كم حصان"؟! فأجابه السائق: "20 حصان"! قال الراكب: "الظاهر واحد منهم ميت"! -التنقلات جزء مهم من السفر، أحياناً تدخل ضمن البرنامج السياحي، تزور بعض العواصم الخليجية فتجد أن سيارة التاكسي تحقق لك ذلك، سائق مدرّب بشكل جيد، لا يتحدث معك نهائياً، لا يسألك من أين أنت، ومن أين أتيت، كأنه رجل آلي، سيارة نظيفة، رائحة جميلة، يصبح "المشوار" جزءا من الرحلة! في بلادنا تحسب الزمن كي تصل، فقط لكونك تريد أن تتنفس، اخرج الآن للشارع، استقل أول "ليموزين" تصادفك، لتتأكد بنفسك! -تساءلت، وما زلت: ما هو الفرق بين سائق الأجرة الآسيوي العامل في شوارع دبي، ونظيره العامل في شوارع الرياض؟! لماذا حينما تركب مع الأول تركب سيارة نظيفة، تشم رائحة جميلة، تتعامل مع سائق نظيف، يرتدي ملابس رسمية، أحيانا يرتدي ربطة عنق، وحينما تركب مع السائق العامل في الرياض، تركب سيارة متسخة، رائحة السائق متعفنة، بشكل لا يحتمله الإنسان الطبيعي! -سيارات الأجرة العامة تعكس صورة البلد، لا أظن الصورة الحالية ترضي مواطنا حريصا على سمعة بلاده، باستثناء بعض المستثمرين الذين دخلوا لهذه الصناعة بحثاً عن المال وحده، يقول أحدهم تعليقاً على توظيف المواطنين: "الشروط الخاصة بعمل المواطن سائق ليموزين معقدة، ومن أهمها العمر، وعدم وجود سوابق"، أي أنه لا يهم لديه أن يكون السائق في الثامنة عشرة، أو في الثمانين من العمر، أو أن يكون مدمنا أو مجرما سابقا أو من أصحاب السوابق! يقول رئيس لجنة النقل في مكةالمكرمة إن الفوضى عادت لتعم قطاع الأجرة العامة، بسبب عدم تطبيق الأنظمة، والعقوبات.. ولا أعلم ما هي تلك الأنظمة التي تم تطبيقها، وتم تركها، ولا أريد أن أعرف، أنا مشغول بهذا السؤال: لماذا جيراننا في الدول الخليجية لا يشتكون من سيارات الأجرة؟!