الكويتية - الكويت مما لا شك فيه أنَّ السلبية تقود صاحبها إلى الانطواء والعزلة، وتَتَطَوَّر إلى أن تؤدي به إلى الانهزاميَّة؛ لذلك يجدر بِمَن يراها في نفسه أن يتعَلَّم كيف يتخَلَّص من سلبيته، ويتغلَّب عليها، ويحوِّلها إلى إبداع، وعمل، ونجاح. من الخطورة أنَّ السلبية حين تُوطِّن نفسك عليها تصير بها ضعيف الشخصية، وقد تستسلم لهذا الضعف، حتى تصير السلبية هي المسيطرة عليك، وقد يتطوَّر الأمر إلى أن تكره نفسك، وتنسحب من الحياة، فلا ترغب في أن يطلع عليك نهار، وأنت الإنسان العاقل الذي لا ينبغي له أن يصل إلى هذه المرحلة؛ لأن الله فطرك على الإيجابيَّة، والرجولة، والعطاء. قال الله - عز وجل -: }وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُون{َ (التوبة: 105). مِن أخطر مظاهِر السلبية: الكسَل، والتراخي، وقلة التفكير، وإهمال الواجبات، والتفريط في المسؤوليات، فالسلبية تظل مع السلبي حتى يصير منبوذًا من أهله، وأصدقائه، وجيرانه. إنَّ الإبداع بالتحول يعني الإرادة القوية، والهمة العالية التي تصل بصاحبها إلى التفكير المتوازن، والتغيير نحو الأفضل كي تنضج ملكاته الفكرية والتنموية باستمرار. وقد يظن بعض الناس أنَّ السلبية علة لا يمكن الخلاص منها، لكن هناك حلولاً كثيرة يمكن الأخذ بها، وهذه بعض النصائح التي يمكن أن تحول سلبيتك إلى إبداع ونجاح: حافظ على الصلاة في جماعة، وداوم على أذكار الصباح والمساء؛ كي يطيب قلبك بذكر الله، فذكر الله - عز وجل - يسعدك، يريحك من الضغوط النفسية. خطِّط لحياتك؛ فالتخطيط يُعين على اتِّساع مساحة الأمل عندك، ويعينك على مواصلة طريقك. أحبَّ للناس ما تُحب لنفسك، فالحبُّ يساعدك على التخلُّص من مشاعرك السلبية. حاول أن تنسى كل ما كان له تأثير سلبي عليك، فنحن أبناء الحاضر والمستقبل مثلما كنا أبناء الماضي. حاور ذاتك، وعاهدْها أن تخطو بها نحو ما ينفعها ويقويها. تعوَّد أن تبتسم في كل أحوالك وظروفك، فليس هناك موقف في الحياة يستحق أن تملأ قلبك له حزنا وألما. اشغل وقتك بالقراءة والتفكير والتأمُّل، وممارسة الرياضة، ولو بالمشي في الصباح. تعوَّد أن تكون أمينا مخلصا في عملك لتحل البركة في شغلك وإنتاجك. إذا أرادت نفسك أن تفعل العيب، فعليك أن تردها إلى فطرتها، وأن تعود بها إلى الصواب الذي يحمي كرامتك وإنسانيتك، فلا تفعل ما يغضب الله ورسوله، فإقلاعك من الذنب يزيد أصالتك وقوتك، ويمنحك قربا من مرضاة الله والجنة. كن هادئا لكي تكسب الآخرين، وتنال تقديرهم واحترامهم، فالهدوء يجعل شخصيتك قوية ومتحضرة، أما الغضب فإنَّه ينفِّر الآخرين منك، ويضعف إرادتك، وتفكيرك وتوازنك. أكثر من سماع القرآن الكريم للعظة والاعتبار والتدبُّر. لا تخجل من ذكر الحقيقة، وصارح نفسك بعيوبك، وحاول التخلُّص منها - ولو تدريجيًّا - ولا تهمل عيوبك، وتنشغل بعيوب الناس. تعرَّف على مواقف من حياة الناجحين، وتعلَّم منهم طريقة الوصول للنجاح والإبداع. تذكَّر أن الله - عز وجل - جعل مصيرنا الفناء فلا تتكبَّر، أو تغترَّ بذاتك، أو تنخدع بقدراتك، أو تنسى الآخرة وما فيها من ثواب وعقاب. لا تستسلم للحزن، ولا تتركه يأكلك، فيذرك بلا حياة؛ فلحظات السعادة في حياتنا أكثر من لحظات الحزن لو تأملناها. لا تجعل للغضب أو الحقد مكانًا في أعماقك، أو تدخل نفسك في دائرة كبيرة من الصراع لا تستطيع الخروج منها. لا تصغِّر من إرادتك؛ فهي تستطيع أن تغيِّر اللون الذي لا يعجبك إلى اللون الذي ترتاح له نفسك، فتشعر بالسعادة. تعامل مع الأمور ببساطة شديدة، لا تكثر الشكوى أو السخط، ولا تستسلم لمشاكلك وتعقيداتها، ولا تتردَّد في التحول عنها إلى الأفضل. ابدأ في السير نحو أهدافك متسلِّحا بقوة الإرادة، وتميُّز الشخصية؛ لتتحقّق لك الشخصية الاستقلالية التي لا تتحرَّك تبعا لقيد التقليد والتبعية. ألزم نفسك بتحقيق بعض الإنجازات الحيوية، ووظِّف لها ما تستطيع من طاقة وإمكانات، ولا تقف في منتصف الطريق، أو تتكاسل وتتراجع، حتى ترى ثمرة تعبك؛ لتشعر بالسعادة والراحة. إذا كانت الإنجازات العظيمة لا يصنعها إلا تصبُّب العرق، واحتراق الدم في العروق، فتأكَّد أن الخير لن يحيط بك إلا بتوفيق من الله - عز وجل. حدِّد هدفًا غاليًا لحياتك في المستقبل، وأخلص نيَّتك، وتأكد أنه لن يثنيك عن طريقك شيء؛ لأنك تعمل مع الحق، ومن أجله.