الرأي السعودي - السعودية منذ نشأة كرة القدم القصيّة في الصين حتى أصبحت أمتع قضية يحتكم فيها فريقين، تعددت ألقابها ولم تتنازل عن كونها "المجنونة". بالرغم من تسابق المستثمرين عليها -البقرة التي يُحلب منها الضوء- واستنزاف متعتها باستبدال الشغف بالأجور وسرقة الأمجاد الجماعية للمصالح الفردية. كل عقد من الزمن تحتفل "المجنونة" بأحد مهووسيها. تعدينا إياه بقدر ما تفاجؤنا به. تستعيض بوهج موهبته عما نثرته رياح الصفقات، ولسان حالها يقول "هذا النجم يمثلني"، أما البقية يمثلون بي وعليّ. وأشارت للعالم إلى مارادونا، فان باستن، مالديني، زيدان، كانتونا، زولا، روماريو، رونالدو، رونالدينهو، ميسي، كرستيانو، وإبراهيموفيتش وزمرة أخرى من المجانين. اليوم نقول بكامل قوانا العقلية: لدينا مجنون آخر. فبعد يوسف الثنيان، ماجد عبدالله، صالح النعيمة، محمد الدعيع، سامي الجابر، محمد نور، حسين عبدالغني ومجانين سعوديين كثر، ها هو الأسمر المهووس. الفذ المعجون بكرة القدم، الذي "يزلزل" دفاعات الخصوم و"يهز" شباك مراميها. لعب ل"الوحدة" فأخذ منه كيف للاعبٍ واحد أن يكون بحماسه أحد عشر. ولعب ل"الشباب" فأخذ منه كيف يصبح اللاعب هو المشجع الأهم لنفسه فلا يشيب. ولعب ل"الهلال" فأخذ منه كيف أن يبقى "زعيمًا"، وأعطى للأندية الثلاثة أضعاف ما أخذ. كبقية مجانين كرة القدم، نار موهبته كانت تحتاج إلى حطب صيحات الجماهير. فمنذ انضمّ إلى كتيبة "المردة الزرق"، تأججّ حضوره في الملعب، فأكل الأخضر واليابس، ليتوّج للمرة الخامسة كأفضل هداف للدوري السعودي. ابن مكة، التي وإن كانت أدرى بشعابها، فهو في كرة القدم أدرى ب"شباكها". سعادة النجم، بل الشهاب المزلزل "ناصر الشمراني"، شكرًا لأنك أعدت لكرة القدم السعودية شغفها، وللهلاليين الثقة في هجومهم ونجومهم. للأزرق حلم معك وللأخضر أمل، فانشر السعادة يا صاحب السعادة.