الوطن - السعودية لا أحفظ أسماء العضوات في مجلس الشورى، ولا أعرف ما الذي يقمن به، ولا أهمية وجودهن في المجلس، كما وأني لا أريد أن أعرف، ولا أجد أن ذلك سيأتي لي بنفع أو فائدة، بل لو أخرجن من المجلس فلن أهتم بأمرهن، ولكني أحفظ جيداً ثلاثة أسماء لأهم نساء اشتهرن حديثاً وأثرن بي وبغيري بشكل أو بآخر، أولاهن السيدة الفائزة بجائزة "الحلم" والأم لستة أطفال "جهيّر حمد الدوسري"، ولا أظن أن أي مواطن أو مواطنة في السعودية لا يعرف من تكون جهيّر، ولم يحفظ تفاصيل إعلان فوزها بالجائزة، وسعادة أطفالها وهم يتقافزون حولها، وهي تقول "البيت إلك يا جهيّر حمد الدوسري". لقد استطاعت جهيّر خلال عشرين ثانية فقط، وهي مدة عرض ما تقوله الأم الفائزة، أن تقلب موازين كثيرة لكل من شاهدها على شاشة التلفزيون، وأنا متأكدة جداً أن القناة الراعية للمسابقة استفادت أكثر بكثير من الفائزة، فجهيّر من خلال ظهورها العفوي والبسيط بلباسها التقليدي السعودي، وكلماتها الرطبة التي خرجت من القلب، استطاعت أن تسهم برفع طاقة الأمل داخل كل من يرغب في كسب جائزة الحلم، ولو كنت مكان جهيّر لطالبت القناة بأربع فلل وليس بيتاً واحداً. ولو كنت مكان القناة الفضائية لاستثمرت مدى تأثير جهيّر على الجمهور، وقمت على سبيل المثال بتصويرها وهي تؤثث بيتها، وتضع برواز صورتها التي ظهرت فيها على الشاشة في مدخل الصالة، أظن أنني سأكون أول المشاهدين "المتسمرين" لمتابعة سعادة "جهيّر حمد الدوسري"، ومدى تفاعل أطفالها برؤيتهم للبيت وغرفهم الجديدة. أعتقد الآن أن "جهيّر" هي أشهر اسم في السعودية، ويعود ذلك بالطبع بسبب تكرار إعادة الإعلان كل ساعة، حتى إنني أخشى أن أدخل غرفة نومي فأجد جهيّر وبناتها وابنها يتقافزون فوق سريري أو يتناولون الإفطار معي، في حين أن الإعلام قد غفل بشكل واضح مثلاً عن توعيتنا نحن كمواطنين بما يقوم به مجلس الشورى بشكل فعلي، أو ما يقوم به أي وزير في وطني، إنني ويا للأسف لا أعرف معظم أسماء وزرائنا، ولا أحلامهم لوزاراتهم، أو الخطة الطموحة لتحقيق الإنجازات الكبيرة لنا كمواطنين، فالوزارة لحد علمي ليست تشريفا وإنما تكليف، فالوزير موظف يعمل في إدارة مهمتها تقوم على تقديم الأفضل للوطن وللمواطنين. ونأتي الآن للاسم الآخر بعد الشهيرة صاحبة البيت، وهي لامرأة حصدت شهرة موازية لشهرة جهيّر، ففي سابقة من نوعها، استقبل برنامج "ذا فويس" في نسخته الإيطالية مشاركة من الكنيسة، الأخت "كريستينا"، التي أبهرت الجمهور والحكام بأدائها المميز، حيث حظي الفيديو الخاص بها على "يوتيوب" بأكثر من 21 مليون مشاهدة، أدت فيه الراهبة الإيطالية أغنية "نو وان" للمغنية "اليسيا كيس"، بإتقان رفع من حرارة التصفيقات في كواليس البرنامج، وأبهر لجنة الحكام. وغنت "كريستينا" بتألق فاتن بهي تحت تشجيع صديقاتها الراهبات، وتعالت صرخات الجمهور مع بدء غنائها، ولم تكن لجنة الحكام تدرك سبب كل هذا الصراخ، وبلغ التأثر بمغني الراب "ج. اكس" حد البكاء، وقد اختارته كريستينا للانضمام إلى فريقه، كونه أول من استدار بكرسيه في إشارة إلى إعجابه بصوتها. الأجمل من كل ذلك، أنه جاء رد الفاتيكان بعد إذاعة الحلقة من خلال تغريدة على "تويتر" لوزير الثقافة في الفاتيكان، الكاردينال "غيانفرانكو رافازي"، جاء فيها: "الأخت كريستنيا، كل واحد منا حسب الموهبة التي خلقت بداخله، يضعها في خدمة الآخرين". لقد أحببت جداً الأخت "كريستينا" وأحببت أكثر تشجيع صديقاتها، وصدقاً دمعت عيناي مع مغني الراب. ونأتي الآن للمرأة الثالثة الأكثر تأثيراً، وهذه المرة السيدة من دولة الكويت، وهل هناك نساء يشبهن الكويتيات من حيث الثقة والصلابة ومعرفة كيفية الوصول إلى مبتغاهن كما يجب، السيدة هي "vee" التي كتبت تعريفاً بسيطاً عن نفسها في حسابها في الانستجرام، تقول فيه "من مواليد الكويت، أم بسيطة، وسعيدة وتحب الحياة"، حسابها الذي يحظى بمتابعة كبيرة، حيث وصل عدد متابعيها ما يقرب من 178 ألف متابع، تقدم فيه "في" حياتها كسيدة مطلقة يومياتها مع صغيرها "ريان"، عبر مشاهد لا تتجاوز ثواني معدودة تعلن فيه عن قيمة السعادة في الحياة. تخبرني أختي أنها تسعد كثيراً هي وصديقاتها المتزوجات بمتابعة هذه السيدة السمراء الفاتنة، حيث إنها عبر يومياتها المليئة بالبسكويت والبحر والفساتين والمناكير والبادكير، وحكاياتها التي لا تنتهي عن قدرتها على مواصلة الحياة بسعادة رغم طلاقها، جعلت معظم من يتابعن حياتها عبر الانستجرام يرغبن بأن يصبحن بمثل طاقتها النفاثة على صناعة السعادة. لقد باتت مثلاً أعلى وعلى الأخص للسيدات المتزوجات اللاتي فقدن القدرة على السعادة، بسبب الضغوط الهائلة عليهن، هذه السيدة التي تهتم بمظهرها وجسدها، تقول للسيدات اللاتي يشاهدنها، يمكنكن أن تصبحن أمهات وجميلات وسعيدات أيضاً. هؤلاء هن أهم النساء المؤثرات الآن، بالتأكيد أنهن أكثر تأثيراً من الوزراء ونساء مجلس الشورى في وطني!