الاقتصادية - السعودية تطورات مفاهيم المسؤولية الاجتماعية للشركات وأصبحت في كثير من دول العالم من الأدوات التي يقيم بها أداء الشركات ومجالس إدارتها، وأصبحت عاملا مهما في تبويب الشركات اقتصاديا إلى شركات ذات منفعة مستديمة وشركات لا تهتم بالتنمية المستدامة. بل أصبحت المسؤولية الاجتماعية للشركات حافزا مهما لمجالس الإدارة والإدارات التنفيذية لتحقيق مكاسب مالية وذاتية في الوقت نفسه. وأصبحت علاوة على استخدامها كأداة للعلاقات العامة والتسويق أداة لإظهار الملاءة الاقتصادية للشركات في أسواق المال بما تحققه من عوائد ذات أثر إيجابي في الشركات والتنفيذيين فيها. مفهوم إدارة الأرباح وأثره المالي في القوائم المالية حدا بحوكمة الشركات للدعوة لضبط هذه الأدوات لضمان تحقيق مصالح حقيقية دون التلاعب في الأرباح وإظهار مكاسب أحيانا لا تكون حقيقية من أجل مكاسب مرحلية لا تخدم المستفيدين منها كافة. إدارة الربحية تعني بالمعنى الواسع لها التدخلات التي تقوم بها الإدارة في مرحلة إعداد البيانات المحاسبية الظاهرة بالتقارير المالية من أجل تحقيق منافع ومكاسب خاصة. يظهر استفسار مهم هنا: هل يمكن استخدام المسؤولية الاجتماعية للشركات CSR كأداة من أدوات الإدارة في عمليات إدارة الأرباح أو ما يعرف Earning Management؟ والجواب أن أي أداة يمكن أن تستخدمها إدارة الشركة للتأثير في الأرقام الحقيقية للقوائم المالية وإظهار نتائج مضللة بقصد تحقيق مكاسب مرحلية أو تجنب مشكلات محتملة يكون ضمن عمليات التلاعب في الأرباح وإظهار نتائج غير معبرة، قد تؤثر جوهريا في نتائج ومسيرة الشركات. لهذا تحرص دائما مراجع البحث في حوكمة الشركات المحاسبة بشكل عام على مبادئ أساسية لضمان إظهار الأحداث الاقتصادية بقيمتها الحقيقية دون التأثير في مستخدم القوائم المالية وتضليله، أو متخذ القرار الحالي والمستقبلي. وتبقى عمليات إدارة الأرباح من العمليات الحساسة جدا في إظهار الحقائق المالية بتوازن يكفل جميع الحقوق دون تأثير لتحقيق مكاسب ذاتية أو مرحلية. وتتأثر كثيرا بتوجهات الإدارات التنفيذية وقدرتها على مواجهة المشكلات المحتملة في المدى القصير. ولهذا تسعى مفاهيم حوكمة الشركات إلى محاربة مثل هذه الممارسات التي تتنافى مع عدالة القوائم المالية المفترض تقديمها لخدمة جميع المستفيدين. ومن أهم هذه الأدوات استغلال المسؤولية الاجتماعية للشركات ومفاهيم الاستدامة لخدمة أغراض قصيرة الأجل تخدم أطراف على حساب أطراف أخرى. الدراسات الأكاديمية التي تحدثت عن أثر ذلك عديدة ويمكن الرجوع إليها لمعرفة الأثر من استغلال تطبيقات المسؤولية الاجتماعية للشركات كأداة من أدوات تضليل المستثمرين والملاك والتلاعب بالأرباح من أجل تحقيق مصالح قصيرة. وهنا يجب على مراجع الحسابات أن يبذل مجهودا في عمليات التحقق من سلامة برامج المسؤولية الاجتماعية للشركات وعدم استخدامها كأداة لتضليل مستخدم القوائم المالية، أو التقرير عن نتائج أو أهداف لا يمكن تحقيقها، بهدف التلاعب بالنتائج.