الوطن - السعودية لا أذكر أني كتبت هنا مديحاً لأحدهم –إلا نفسي طبعا– فما بالك بمسؤول يأخذ مقابل منصبه "لمّة فلوس" وفوقها مكانة اجتماعية. حتى أن بعض الأصدقاء كانوا يصفونني ب"اللي مو عاجبه أحد".! اليوم سأكسر القاعدة وأعجب الرفاق، لا لأكفي نفسي شر انتقاداتهم، بل لأن ما يفعله وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة يجعل من تجاوز الكتابة عنه "مسألة لا أخلاقية".! فبينما لا يزال كثير من المسؤولين التنفيذيين أسرى مكاتبهم، تحرر الوزير توفيق الربيعة من قيود مكتبه ونزل إلى الشارع، حتى أصبح مشهد رؤيته وهو يتجول في الأسواق ويختلط بالناس بلا مرافقين ولا كاميرات أمرا اعتيادياً. غيرت "كاريزما" الدكتور توفيق الربيعة الصورة النمطية التي رسمها الناس عن الوزير، حيث كانوا يصورونه على أنه ذلك القابع خلف طاولة كبيرة في أقصى مكتبه الواسع، لا تتجاوز مهمته توقيع بضعة أوراق يقلبها أمامه مدير مكتبه ورقة تلو أخرى، حتى يمل معاليه من التوقيع ويطلب تأجيل البقية لليوم التالي.! خلال جولة ولي العهد الآسيوية، كان نجم "توفيق الربيعة" ساطعاً في أفق الوفد المرافق. زادته وهجاً لقاءاته المتعددة بمسؤولي الشركات هناك، ومطالبته بتحسين خدماتها وحثها على فتح مكاتب مستقلة لخدمة العملاء.. أبداً لم يكن "كمالة عدد" ضمن الوفد.! جعل وزير التجارة من "تويتر" نافذة للتواصل مع المواطنين، ومنصة لتثقيف المستهلك وتحذيره من بعض المخالفات. كما أعاد إحياء حقوق المستهلكين بعد أن كانوا لقمة سائغة في فم التاجر الجشع، لدرجة أن الناس أصبحت تتساءل: هل استحدثت أنظمة جديدة لحفظ حقوقهم، أو ظهرت العيوب المصنعية -في السيارات مثلاً- مع قدوم الوزير الحالي، أم أنها كانت من المسكوت عنه في عهد الوزراء السابقين.؟! "من الأخير": هذا الرجل يغرد خارج السرب، وكل ثمرة يقطفها لصالح المستهلك، ينبت مكانها امتعاض من لدن تاجر جشع.. فمن حقه علينا دعمه والوقوف إلى جانبه كما يقف هو إلى جانبنا.