مال - السعودية في الأسبوع الفائت طالعت باستغراب خبر تلقي بيل جيتس مؤسس مايكروسوفت و الموصوف بالعبقري هزيمة في لعبة الشطرنج على يد النرويجي ماغنوس كارلسن المصنف الأول عالمياً. لم تدم معركتهما أكثر من 30 ثانية ! يا للعجب. فتساءلت كيف يُسحق العبقري على رقعة الشطرنج بتسع نقلات فقط !؟ أليس ثاني أغنى من يمشي الآن على الأرض بثروة 67 مليار دولار، لم تهطل من سماء و لا نبتت بفساد أرض و لا ورثها كابراً عن كابر بل صنعها بعقله وعمله ؟ طرفا الشطرنج متساويا القوة، لهما نفس العتاد، عجزتْ فيها قلعتا أملاك وحسابات غيتس أن تحميه وتحصنه، و لم تحمله أحصنته متبختراً إلى موكب النصر، أما وزيره ذو الصلاحية الكاملة على الحركة كل صوب واتجاه ففشل ذريعاً، و حوصر المهزوم. دور الحظ هنا معدوم وإلّا لقلنا وقف ضده، وبعد تفكير لم تتبق سوى إجابة واحدة، هي أن عنصر الفوز الوحيد كان (التخطيط). (خطة) وضعها الشاب ماغنوس كارلسن 23 عاماً. (نفذّ) بها حركاته التسع في (مدة زمنية) مقدارها نصف دقيقة. ولو كانت هناك أجيال من بعد ستُكمل المهمة لقدمت له جزيل الشكر لسرعة الإنجاز ودقته مع الحفاظ على أغلب حجارته دون تفريط. التخطيط إذاً يجب أن يسبق أي وظيفة إدارية أخرى، إذ تقوم وظيفته على الاختيار الواعي المرتبط بالحقائق بين مجموعة من البدائل. نحن في 1435ه بعد 45 عاماً من تأسيس وزارة التخطيط التي قدمت فيها 9 خطط خمسية تنموية لرفع مستوى دخل المواطن ومستويات المعيشة و تحسين البنى التحتية. لكن الحقائق تقول أننا نعاني من أزمات متنامية في الصحة والتعليم و السكن و انعدام المواصلات العامة و الغلاء إلخ إلخ، حال لا يرضي ولي الأمر ولا يقابل تطلعات الشعب. و المحصلة لا بد أن نستعيد أسئلة بديهية لكل تخطيط أشارككم ببعضها : ما الأهداف التي حددتها وزارة التخطيط وما الوسائل الملائمة لتحقيقها ؟ و ما هو الإيطار الزمني لها ؟ وما تفكيرها و تقديرها للمستقبل ؟ وما المتغيرات التي تنبأت بها ؟ وكيف ستواجهها ؟ و ما الاستخدام الأمثل للموارد البشرية والمادية ؟ وهل ستكون نتائج خطة التنمية الخمسية العاشرة (1436 – 1440ه) كسابقاتها ؟ و السؤال الأهم : إلى متى كلما تأزمت الأمور علينا تنقذنا الأوامر الملكية لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله ؟ أين (التخطيط) من هذا ؟ حاجاتنا الوطنية لا تعالجها الثروة، على غرار بيل جيتس، قدر ما ينقذها و يصححها حسن التخطيط و جدارته، كما فعل كارلسن في شطرنجه. dowidareihab @