عكاظ- السعودية أهداني أحدهم كتاباً تضافر على تأليفه مجموعة من شباب ثورة 25 يناير في مصر، وهو يحتوي على 500 نكتة، وكلها تدور حول الرؤساء والوزراء ورجال النظام. وعرفت من مقدمته أن الشعب المصري الشقيق يطلق في العام الواحد ما معدله مائة ألف نكتة، وبعد أن قلبت ذلك الكتاب بين يدي لم أضحك ولا من نكتة واحدة، وقد يكون السبب راجعاً إلى مزاجي العكر أو المنحرف. وبعد أن تمعنت بالأمر، وصلت إلى نتيجة أن ما يضحك أي شعب، ليس شرطاً أنه لابد وأن يضحك شعباً آخر، فشعب الصين مثلاً قد لا يقهقه من نكتة يقهقه لها شعب نيجيريا، وهكذا دواليك بين كل شعوب الأرض. القاسم المشترك الذي من الممكن أن يضحك كل الشعوب ليست هي الكلمات، ولكنها (المفارقات)، وخير دليل على ذلك هي المواقف التي تحدث بما يسمى (الكمرة الخفية)، رغم أن في البعض منها ما يفجع أو يؤلم. وأعود للشخصية المصرية المحببة إلى قلبي، وأورد ما ذكره الدكتور (عادل عامر)، وهو يقول عنها: «إن تلك الشخصية اشتهرت بخفة الدم حتى في أوقات المحن والأزمات وهذا يعود إلى أجدادهم الفراعنة فهم أول من أطلقوا النكتة فيذكر تاريخنا القديم أنه كان هناك فرعون يرغب في الصيد فلم يجد شيئاً يصطاده، فألقى بمصري في النيل لكي يصطاده، وهذه النكتة مدونة على أحد الجدران الفرعونية في الأقصر، مشيراً إلى أن الشعب المصري وجد في النكتة المخرج الذي يهرب به من أزماته» - انتهى بعكس الشخصية البريطانية، التي أثبتت دراسة حديثة: أن ثلث الشابات البريطانيات مثلاً يعانين الوحدة والتعاسة وانخفاض الأجور والأمراض العقلية، جراء شعورهن بعدم وجود من يدعمهن عند المحن، خصوصاً أن تلك المعاناة لم تفجر عندهن طاقات الإبداع بالتنكيت، ولو أنهن فعلن ذلك لخفت مصائبهن ومحنهن. وخير مثال على ذلك أن ثلاث شابات بريطانيات مجندات أضربن عن أداء تمريناتهن المعتادة مع زملائهن من المجندين الشباب، وحكم عليهن الضابط المختص بالسجن، وللدفاع عن أنفسهن وكلن محامياً، وقلن له وهن يبكين: إن ذلك الضابط يرغمنا على السير بطريقة عسكرية مع زملائنا الشباب، ومعروف أن خطوة المرأة هي بمقدار 25 بوصة، وخطوة الرجل هي 30 بوصة، ويأمرنا بألا نتخلف عنهم بسنتيمتر واحد، وهذا ما جعل خطواتنا واسعة جداً، مما أثر على كل واحدة منا بآلام في عامودها الفقري وحوضها ومبايضها. والغريب أن المحكمة وقفت في صفهن، وحكمت بإطلاق سراحهن، مع تعويض كل واحدة منهن مائة ألف جنيه. ولأول مرة أعرف أن سواقة السيارة ليست هي الوحيدة التي تؤثر على مبايض المرأة، ولكن حتى المشية العسكرية عندما تكون (الفشخة) 30 بوصة، تؤثر عليها كذلك.