ليس لدي معلومات واضحة حول قبول شخص ما في «هيئة حقوق الإنسان» كمتعاون، أو كموظف يعمل لديهم، وهل القبول يحدث من خلال معرفة أن هذا الشخص مهموم بالإنسان وحقوق الأقليات والمستضعفين بالأرض، أما أن القبول مرتبط «بالقرعة»، أو كما يقال بالعامية: «شختك بختك»؟ بيد أني أملك أدلة واضحة بأن بعض العاملين في «حقوق الإنسان» لدينا لا دخل لهم بهذا العمل، وهم وحسب تصريحاتهم يصلحون للعمل في عوالم شمولية، إذ يبررون إصدار قوانين تضطهد من يراد الدفاع عنهم. فعضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان «خالد الفاخري» طالب المجتمع بعدم الانسياق خلف العواطف في حادثة «التحرش بفتيات الشرقية التي انتشرت على اليوتيوب»، معللا هذا بأن «بعض تصرفات الفتيات تدعو الشباب بشكل غير مباشر إلى التحرش بهن»، وبمثل هذا الفكر يمكن لك أن تضطهد أي ضحية بأنها هي المسؤولة عن ما حدث لها، وتطالب بالتعاطف مع الجاني الذي غررت به الضحية لينتهك إنسانيتها ويتحرش بها. فيما الحقوقية الدكتورة «سهيلة زين العابدين»، وهي تناقش قضية حق العمالة المنزلية بالاحتفاظ بأوراقهم الثبوتية، ترفض رفضا قاطعا إعطاء العمالة المنزلية أوراقهم الثبوتية، معللة بنفس الطريقة بإن «السائق والخادمة يعملان لدى أصحاب المنزل وهما يدخلان ويخرجان برفقتهم، ولا حاجة لتركها في أيديهما، فربما يهرب البعض»، أي وبما أن البعض يمكن أن يهرب أو هو سيئ، علينا اضطهاد الجميع؛ لأنهم قد يكونون مثله. مع أن وزارة الخارجية تحذر الأسر السعودية بألا تحتفظ بالأوراق الثبوتية لعمالتها حين تسافر، حتى لا تتورط بالمحاكم بتهمة «الاختطاف»، لأنهم حرموا الإنسان من أوراقه الثبوتية ومن حرية الحركة. مرة أخرى: هل هناك مواصفات محددة تشترطها «هيئة حقوق الإنسان» لدينا لقبول أو تعيين الحقوقيين للعمل في هذا المجال، أم أنها وكما قلت مرتبطة «بالقرعة»؟ إن كان الأمر مرتبط ب«شختك بختك»، على المعنيين أن يقدموا دورات للعاملين لديهم، ليعرفوا أن هناك فرقا شاسعا بين مصطلح «حقوق الإنسان» و«اضطهاد الإنسان»، وأن الأولى تعني الدفاع عن المضطهدين بالأرض، أما الثانية «اضطهاد الإنسان» فتخولهم لعب دور مهم ضد المضطهدين.